تبدلّت مقاييس البطولة في الدراما التلفزيونية نتيجة متغيرات قلبت ترتيب أسماء النجوم والأبطال بشكل يتناسب مع طبيعة أفكار درامية جديدة اتجهت بشكل كبير إلى البطولات الجماعية. وفي رمضان الماضي، شارك عدد من النجوم أصحاب التاريخ، مثل فاروق الفيشاوي وأحمد عبدالعزيز ودلال عبدالعزيز وحسين فهمي وسمير غانم ومحمد رياض، في أعمال بطولتها المطلقة لنجوم من جيل مختلف، مثل طارق لطفي وحسن الرداد وكريم عبدالعزيز ودنيا سمير غانم ومنة شلبي ويوسف الشريف. شارك الفنان حسين فهمي الذي عودنا خلال السنوات الأخيرة أن يقدم مسلسلات تحمل طابع البطولة المطلقة له، إلى جانب الفنان كريم عبدالعزيز في بطولة مسلسله «وش تاني»، وهو يرى أن لا مانع من دعم الأجيال الجديدة من خلال أدوار مميزة تضيف الى مشواره الفني وتحقق تواصلاً مع جمهوره الذي سانده طوال حياته الفنية. وكذلك قدّم الفنان فاروق الفيشاوي دوراً في مسلسل «بعد البداية» أمام الفنان طارق لطفي الذي خاض تجربة البطولة المطلقة للمرّة الأولى، بعدما ظل لسنوات كثيرة يقدم أدواراً ثانية مع نجوم شباب. وقال الفيشاوي في هذا السياق إنه يختار الدور بناء على قيمته ومدى تأثيره في العمل، وهذا ما حدث مع مسلسل «بعد البداية» الذي وافق على المشاركة فيه لإعجابه بتركيبة االشخصية التي يؤديها، وكان موفقاً في هذا العمل الذي حظي بمشاهدة عالية وإشادة من النقاد. أما الفنان أحمد عبدالعزيز صاحب المسلسلات الشهيرة التي قدمها في العقدين الأخيرين، وعلى رأسها «المال والبنون»، «ذئاب الجبل»، «من الذي لا يحب فاطمة»، فشارك أيضاً حسن الرداد في بطولة مسلسله «حق ميت» ، وهو مقتنع تماماً بفكرة تواصل الأجيال، إضافة إلى اقتناعه بالشخصية التي جسدها. والأمر نفسه ينطبق على الفنانة دلال عبدالعزيز التي لها تاريخ طويل في الدراما التلفزيونية. فهي ترى أن من أساسيات العمل الناجح البطولة الجماعية التي قد تكون ضمانة أكيدة لاستقطاب أكبر عدد من المشاهدين في ظلّ جود تنافس حامٍ بين المسلسلات العربية من جهة، والتركية أو الأجنبية عموماً من جهة أخرى. وفي هذا الإطار، قالت إنّ المسلسلات المدبلجة كانت تشكل خطراً على صناعة الدراما المصرية قبل أن تدرك شركات الإنتاج والقائمون على المسلسلات التلفزيونية ضرورة تغيير السياسة الإنتاجية والنمط الدرامي التقليدي، وعلى الأثر ظهرت مجموعة رائعة من المسلسلات شارك فيها العديد من الممثلين من أجيال مختلفة. ونفت عبدالعزيز وجود مشكلة في ترتيب الأسماء على تتر أي مسلسل يشارك في بطولته عدد من النجوم من أجيال مختلفة، لأن التتر ليس مقياس النجاح إنما موهبة الفنان وقيمة ما يقدمه، والنجوم الكبار يدركون أن الجمهور يقيّمهم جيداً ويعرف ما قدموه من أعمال مميزة خلال سنوات طويلة. بدوره، نفى الفنان سمير غانم أن يكون وجوده في أعمال لنجوم من الجيل الحالي أمر يقلل من تاريخه أو مشواره الفني الطويل، بل هو يشعر بسعادة لكونه شريكاً في النجاحات التي تحققها الأجيال الجديدة. وأكّد أنّ الدراما المصرية تسير في الطريق الصحيح لأنها لم تقف عند النجم الأوحد، بل اعتمدت على البطولات الجماعية التي تضم ممثلين وممثلات من أجيال مختلفة. والمعروف أنّ سمير غانم شارك في بطولة مسلسل «لهفة» مع ابنته دنيا. أمّا الفنانة هالة صدقي التي شاركت في مسلسل «حارة اليهود» مع منة شلبي فترى أن تاريخ الدراما المصرية يؤكد أن البطولة الجماعية ساهمت في ظهور أسماء جديدة صار أصحابها في ما بعد نجوماً كباراً، وهي حريصة دائماً على اختيار أدوار مميزة تتناسب مع مشوارها الفني وتحرص أيضاً على دعم المواهب الحقيقية القادرة على رفع شأن الفن المصري. أما الفنان محمد رياض فشارك في مسلسل «لعبة إبليس» من خلال شخصية المستشار طلعت عبدالحي، المحامي الكبير والشهير، الذي تولى الاستشارات القانونية للقناة الفضائية التي يملكها «يوسف الشريف». وأكد أنه وافق على أن يشارك في البطولة لأهمية الدور الذي يلعبه والذي يقدمه لجمهوره بشكل جديد. وقالت الفنانة بوسي التي شاركت في بطولة مسلسل «حالة عشق» مع الفنانة مي عز الدين إنها مع ضرورة تواصل الأجيال في الدراما المصرية ووجود أدوار تناسب جميع الفنانين، معتبرة أن الأمر يصبّ في مصلحة المسلسلات التي قدمت في شهر رمضان عدداً من الأفكار والمواضيع المميزة وحققت نجاحاً في أنحاء العالم العربي. ولفتت إلى أنها كفنانة تنتقي أدوارها بحسب قيمتها الفنية وتأثيرها في الأحداث، وتحب دائما أن تدعم الأجيال الجديدة مثلما حدث معها في بداية مشوارها الفني حين وجدت من يساندها ويدفعها إلى التميّز.