يبدو أن غضب الثوار من الفنانين الذين أيدوا النظام المصري السابق بقوة، وهاجموا شباب التحرير بداية من 25 كانون الثاني (يناير) واتهموهم بالعمالة، لن يقتصر على القوائم السود أو ما أطلق عليه اسم «قوائم العار» التي وزعت على عدد من المواقع الإلكترونية، والتصقت ببعض الفنانين التصاقاً شديداً مصحوباً بأصواتهم وصورهم التي تعد دليل إدانة لهم، بل أن الغضب سيمتد الى خريطة برامج رمضان، إذ طاول هؤلاء الفنانين في أعمالهم في صور مختلفة. جاء في مقدمة هؤلاء عادل إمام، الذي خرج مسلسله «فرقة ناجي عطا الله» (يلعب بطولته أمام أنوشكا وأحمد عبدالوارث وأحمد السعدني وعمرو رمزي ونضال الشافعي وتأليف يوسف معاطي وإخراج نجله رامي إمام) من سباق شهر رمضان في اللحظات الأخيرة، على رغم إعلان عدد من الفضائيات، ومنها «ام بي سي» و«الحياة» و «الوطن» الكويتية عن عرضه على شاشاتها خلال شهر رمضان. وجاء تبرير فريق العمل للتأجيل بأنه لم يُصوّر منه إلا 7 ساعات، وأن الفترة المتبقية، بما فيها شهر رمضان، لن تكفي لتصوير بقية المشاهد، في ظل بطء معدلات التصوير اليومية من ناحية، ورفض إمام عرض 15 حلقة من المسلسل من ناحية أخرى. وأمام هذا الموقف، أعرب عدد من المدونين على شبكة الإنترنت وشباب «فايسبوك» و«تويتر»، عن سعادتهم على مدوناتهم وصفحاتهم الخاصة بعدم لحاق المسلسل بشهر رمضان، واعتبروا هذا الأمر مجرد انتقام بسيط من «الزعيم» الذي كان من أبرز مؤيدي الرئيس حسني مبارك والنظام السابق، وكان لا يألو جهداً في كل لقاءاته في الإشادة بالنظام، كما كان من أكبر الداعمين لتوريث الحكم إلى جمال مبارك الذي كان يراه الأنسب لشغل موقع الرئيس المقبل لمصر، وكثيراً ما كان يعدد مزاياه التي تدفعه لتأييده، وهو الأمر الذي زاد من نقمة الثوار عليه. أما تامر حسني فتعرض لعدد من الضربات الموجعة بسبب تأييده النظام السابق، ولم يشفع له تراجعه وتأييد الثوار لاحقاً وذهابه اليهم في التحرير قبل أن يطردوه، إذ امتنعت القنوات الفضائية عن شراء مسلسله “آدم” الذي يلعب بطولته أمام مي عز الدين ودرة وتأليف أحمد أبو زيد وإخراج محمد سامي، خوفاً من عدم إقبال الجمهور على المسلسل، وأيضاً لإحجام شركات الدعاية والإعلان عنه. وفي موازاة ذلك يعيش أحدث ألبوماته «اللي جاي أحلى» ركوداً كبيراً بسبب دعوات المقاطعة التي يتعرض لها، وتذيل قائمة توزيع الألبومات المنافسة له، على رغم قيامه بتوزيع «سي دي» فيلم «نور عيني» مع الألبوم. اما الضربة الثالثة، فجاءته من خلال إنهاء تعاقده مع إحدى شركات المياه الغازية بسبب فشل حملة الدعاية التي قام بها مع الشركة، وأبدت الشركة رغبتها في العودة للتعاون مجدداً مع عمرو دياب، وهو ما استغلته إحدى الصحف الأسبوعية، وقامت بنشر صورة كبيرة لدياب وهو يرتدي الملابس الرياضية، وأخرى صغيرة مركبة لتامر كطفل صغير وهو يرتدي الملابس الداخلية ويقف أمام قدمي دياب، وأكدت على أن الصورتين تمثلان الحجم الحقيقي للتنافس بين «الهضبة» و«نجم الجيل». أما غادة عبدالرازق، ففشلت في تسويق مسلسلها «سمارة»، الذي تلعب بطولته أمام حسن حسني ولوسي وإخراج محمد النقلي، إذ لم تشتره إلا قناة «دبي»، رغم أن غادة جالت بنفسها بصحبة المنتج لتسويق العمل إلى أكثر من قناة خليجية، كما رفضت القنوات المصرية الخاصة شراءه خوفاً من دعوات المقاطعة التي ينادي بها كثر من الثوار بعد مواقف غادة من الثورة وتأييدها للنظام السابق. وواجه طلعت زكريا الموقف ذاته، إذ لم يحقق فيلمه «الفيل في المنديل» النجاح المأمول، فإلى جانب الهجوم الذي تعرض له من النقاد، الذين ركزوا في هجومهم على سوء الفيلم الذي كتبه زكريا بنفسه واعتبروه محاولة يائسة منه لتجميل وجه النظام السابق، لم يحقق الفيلم أي مكاسب مادية، بسبب انصراف الجمهور عنه. ولم تفلح محاولات المسؤولين في شركة صوت القاهرة في تسويق مسلسل «عائلة كرامة» من تأليف أحمد هيكل وإخراج رائد لبيب، نظراً لمواقف بطليه حسن يوسف وعفاف شعيب من الثورة والثوار. في المقابل، قررت شركات الإنتاج استبعاد أشرف زكي وزينة وروجينا وماجدة زكي من الترشيحات للمشاركة في بطولة مسلسلات تتولى إنتاجها خلال الفترة المقبلة، كرد فعل اعتبروه طبيعياً لموقفهم السلبي من الثورة.