رفعت القوات النظامية أمس العلم السوري على مدينة دوما، معلنة بسط سيطرتها على آخر معاقل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية لدمشق، بعد خروج قائد «جيش الاسلام» ومقاتليه من المدينة وتسليم اسلحتهم الثقيلة، فيما انتشرت قوات الشرطة العسكرية الروسية في ارجاء المدينة لبسط الامن فيها و»فرض القانون». ومن فوق ركام الغوطة، جال مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية أكبر علي ولايتي، في المدينة، واستمع إلى شرح ضباط نظام الرئيس (بشار) الأسد حول العمليات التي جرت في المدينة، والتي افضت إلى تهجير الألاف من أهلها وانتقال فصائل المعارضة إلى إدلب شمال سورية. وأعتبر ولايتي في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني ان «أعداء سورية غاضبون من تقدم الجيش السوري في مواجهة الجماعات الإرهابية». وأعلن الجيش الروسي، أن الوضع في الغوطة «أصبح مستقراً تماماً بالتزامن مع خروج آخر مقاتلي المعارضة من دوما»، مشيراً إلى أن روسيا «أرسلت خبراء وأطباء إلى دوما للتأكد من مدى صحة الادعاءات التي تقول إن المنطقة تعرضت لهجوم كيمياوي». وقال رئيس مركز السلام والمصالحة الروسي في سورية الميجر جنرال يوري يفتوشينكو: «يؤذن رفع علم الدولة على مبنى في دوما بالسيطرة على هذا الموقع وبالتالي على الغوطة بالكامل». وأفادت وكالة الإعلام الروسية أن الشرطة العسكرية الروسية انتشرت في مدينة دوما الخميس، من أجل «ضمان القانون والنظام فيها» ووصفت بثينة شعبان، مستشارة الأسد، استعادة الجيش السوري للغوطة الشرقية بأنه «شكل نقطة حاسمة». وقالت في مقابلة تلفزيونية: «هزيمة المعارضة دفعت الغرب لشن حرب نفسية عن طريق التهديد بشن ضربات». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن قائد فصيل «جيش الإسلام» عصام بويضاني غادر الغوطة، مساء الأربعاء، وسلم مقاتلوه أسلحتهم الثقيلة كافة، بموجب اتفاق الإجلاء من دوما. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن إن «معظم قيادات جيش الإسلام، وبينهم بويضاني، من الصف الأول غادروا دوما، ووصلوا إلى الشمال السوري»، مشيراً إلى أن مقاتلي الفصيل المعارض «سلموا أسلحتهم الثقيلة كافة، وبينها مدرعات ودبابات وراجمات صواريخ، إلى الشرطة العسكرية الروسية». ووصلت مساء أمس قافلة مهجري دوما الثالثة إلى معبر أبو الزندين الواصل بين مناطق سيطرة قوات النظام ومناطق تواجد فصائل عملية «درع الفرات» المدعومة تركياً، شمال شرق محافظة حلب. إلى ذلك افاد «المرصد» بأن نحو 1200 من مقاتلي «فيلق الرحمن»، عمدوا إلى تسليم أنفسهم إلى قوات النظام، في أعقاب مغادرة قوافل المهجرين من مقاتلي الفيلق وعائلاتهم الغوطة. واوضح أن نحو 800 مقاتل غالبيتهم ينتمي للمجموعات الأمنية العاملة في «فيلق الرحمن»، من ضمنهم قادة مجموعات وكتائب، سلموا أنفسهم إلى النظام بالتزامن مع مغادرة القوافل للغوطة، سلم نحو 320 مقاتلاً من المتمركزين على خطوط التماس والجبهات مع قوات النظام أنفسهم ايضاً. واوضح أن تلك العناصر تحول معظمهم إلى لجان شعبية عاملة في صفوف قوات النظام، ومن ضمن من سلم أنفسهم قادة مجموعات وآمري سجون وقادة كتائب وألوية، التحقوا بقوات الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري وجهات أخرى تتبع للنظام.