بعد مرور أكثر من 30 سنة على إطلاق أول مكوك أميركي إلى الفضاء الخارجي، شهد الأسبوع الماضي نهاية فصل من التاريخ الأميركي الحافل بالأمجاد والمآسي، في آن واحد، إذ يمهد إطلاق مكوك «أتلانتس» لإسدال الستار على برنامج مكاكيك الفضاء بعد عودته إلى الأرض. فمنذ العام 1981، يخدم الأسطول الفضائي أميركا، كوسيلة ربط بين الأرض والسماء، إذ نشر الأقمار الاصطناعية في الفضاء، وأعدّ دراسات علمية، ونقل المواد والأشخاص إلى محطة الفضاء الدولية، وهي مشروع فضائي ضخم بحجم ملعب كرة قدم يسبح في الفضاء الخارجي. وقال قائد «أتلانتس» كريس فيرغسون: «لا أعتقد أن الولاياتالمتحدة ستشهد مركبة فضائية مماثلة، لعقود طويلة، فهي مركبة فريدة وتعتمد تكنولوجيا متطورة في إعادتها من الفضاء إلى الأرض». أما مدير وكالة «ناسا» تشارلز بولدن فأوضح «إن المحطة الفضائية الدولية هي درة تاج برنامج المركبات الفضائية، وهذه هي النهاية المثالية لبرنامج المكاكيك، إذ كان يستحيل بناء المحطة الفضائية من دون وجود هذه المكاكيك». وبعد إطلاق «أبولو»، الذي وضع أول رجل على سطح القمر العام 1969، أمر الرئيس الأميركي الأسبق، ريتشارد نيكسون، بإطلاق برنامج «مكاكيك الفضاء» العام 1972، وتم تدشين أول مكوك فضائي أطلق عليه اسم «كولومبيا»، لكن هذا المكوك انفجر في حادث مأساوي العام 2003، وفق موقع «سي أن أن» الإلكتروني العربي. وكان برنامج الفضاء «أبولو» يهدف إلى المغامرة واستكشاف ما وراء الأرض، لكن البرنامج الحالي ليست لديه أهداف استكشافية. وحجم المكاكيك الفضائية الحالية أكبر بقليل من الطائرات «دي سي 9»، وتم تشييدها كمركبة فضائية يمكنها القيام ب25 رحلة إقلاع وهبوط بين الأرض والفضاء سنوياً، لكن هذا لم يحدث أبداً. كما أن هذه المكاكيك مكلفة للغاية، ليس فقط من الناحية المادية، فإعدادها للإطلاق يحتاج إلى خبرات المئات من العاملين في حين لم تتحقق نتائج استكشافية كبيرة. يقول رائد الفضاء جين سيرنين الذي هبط على سطح القمر: «إذا وضعت رجلك على القمر مرة، فلن تستطيع البقاء في المنزل، أنا مخلوق لعالم الاستكشاف، وأريد الذهاب إلى حيث لم يذهب أحد من قبل، ورؤية الأشياء التي لم يقع عليها بصر شخص آخر من قبل». ولم يفلت هذا البرنامج من المنتقدين الذين صبوا معظم ملاحظاتهم على حقيقة أن أهداف هذا البرنامج هي الأبحاث العلمية، لا الاستكشافات. ويستوعب «أتلانتس» على متنه سبعة أشخاص، علماً أن هذه القدرة الاستيعابية غير موجودة في أي برنامج فضائي آخر.