وقعت شركة أرامكو السعودية أمس اتفاقاً مع مجموعة شركات هندية لبناء مصفاة عملاقة للنفط ومجمع بتروكيماويات غرب الهند بكلفة قدرت بنحو44 بليون دولار (165 بليون ريال)، في إطار سعي المملكة إلى تأمين مشترين لخامها في سوق تشهد تخمة في المعروض النفطي. وبموجب الاتفاق، يحصل الطرفان على حصتين متساويتين في المشروع. وتقام المصفاة شرق ولاية ماهاراشترا على بعد 200 كيلومتر جنوب مومباي، العاصمة الاقتصادية للهند، وستكون قادرة على معالجة 1.2 مليون برميل من النفط الخام في اليوم، وستوفر مجموعة من المنتجات النفطية المكررة، بما في ذلك البنزين والديزل، وستلبي منتجاتها المعايير الأوروبية لكفاءة الوقود. كما ستوفر اللقيم لمجمع البتروكيماويات المتكامل الذي تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 18 مليون طن سنوياً من المنتجات البتروكيماوية. وأوضحت أرامكو أن المشروع الذي كان موضع مذكرة تفاهم مع أويل كوربوريشن الهندية وبهارات بتروليوم كوربوريشن وهندوستان بتروليوم كوربوريشن، يندرج ضمن إستراتيجية أرامكو، أكبر منتج للنفط الخام في العالم، في تنويع عائداتها من خلال تطوير أنشطة التكرير والبتروكيماويات، كما سيتيح لها المشروع تأمين أسواق للنفط في المستقبل. وستكون المحطة الهندية من أكبر مجمعات التكرير والبتروكيماويات في العالم، وشُيدت لسد الطلب السريع النمو على الوقود والبتروكيماويات في الهند وخارجها، علماً أن الهند التي يبلغ تعداد سكانها 1.25 بليون نسمة، تستورد الكثير من النفط للاستجابة لحاجاتها من الطاقة الضرورية للحفاظ على نسق النمو. وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح خلال التوقيع: «مشروع بهذا الحجم لا يلبي وحده رغبتنا للاستثمار في الهند... نرى الهند أولوية لاستثماراتنا وإمداداتنا من الخام». وأضاف: «نحن مهتمون بشدة بالتجزئة... نريد أن يكون توجهنا على أساس المستهلك». وتابع أن أرامكو قد تجلب في وقت لاحق شريكاً إستراتيجياً آخر للمشاركة في حصتها البالغة 50 في المئة. وأشار إلى أن الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) تتطلع أيضاً للاستثمار في وحدة تكسير ووحدات أخرى في الهند. وقال إن المملكة لن تقف مكتوفة الأيدي لتعود تخمة معروض الخام إلى الأسواق، لكنها لا تريد أن ترتفع الأسعار إلى «مستويات غير معقولة». وأشار إلى أن السوق تخلصت فعلاً من جزء كبير من فائض المعروض الذي ضغط على أسعار النفط، مع سعي أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى تحقيق توازن أقوى بين العرض والطلب. ونقل بيان عن رئيس مجلس إدارة أرامكو أمين ناصر أن «هذا التوقيع يجسد تطوراً مهماً في قطاع النفط والغاز في الهند، ويفتح المجال أمام مشاريع مشتركة إستراتيجية وشراكة استثمار تخدم الطلب المتسارع النمو في الهند على محروقات النقل والمنتجات الكيماوية». وفي كلمة أمام منتدى الطاقة العالمي في نيودلهي، قال الفالح إن وضع الإمدادات المستقبلية لعدد من مصادر الطاقة غير مطمئن، خصوصاً النفط الخام، مضيفاً أن الاستثمارات في قطاع النفط لا تواكب وتيرة الطلب العالمي على الوقود. لكنه ذكر أنه يشعر بالطمأنينة من استمرار نحو 25 دولة منتجة للنفط في التزامها الحفاظ على استقرار سوق الخام.