يعقد وزراء الخارجية ووزراء المال والاقتصاد العرب اجتماعين منفصلين في الرياض اليوم، في إطار التحضيرات الجارية لقمة الدمام الأحد المقبل. وقالت مصادر ديبلوماسية عربية في الرياض في تصريحات إلى «الحياة» إن القمة «ستعلن التمسك بالسلام كخيار استراتيجي وتشدد على عدم وجود سلام أو تطبيع علاقات مع إسرائيل، إلا إذا انسحبت من كامل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967، واعترفت بالحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحق اللاجئين في العودة والتعويض، وفقاً لقرارات الشرعية لدولية ومبادرة السلام العربية». وعقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لجامعة الدول العربية اجتماعاً في الرياض أمس، على مستوى كبار المسؤولين وبمشاركة الأمناء العامين المساعدين لقطاع الاتصال والإعلام السفراء. وأعلن رئيس وفد الأردن الأمين العام لوزارة الصناعة والتجارة والتموين يوسف الشمالي أن بلاده ستوقع اليوم على اتفاق تحرير تجارة الخدمات بين الدول العربية، خلال اجتماع المجلس على المستوى الوزاري. وكان المندوبون الدائمون لدى الجامعة أحالوا نتائج اجتماعهم أول من أمس الثلثاء في الرياض إلى الاجتماع الوزاري، وتتضمن: مشاريع جدول أعمال القمة ال 29، ومشاريع القرارات الختامية، وملاحظات أولى على «إعلان الدمام» الذي صاغته الخارجية السعودية وأطلعت المندوبين على مضمونه وتلقت بعض الاقتراحات. وطبقاً لما انتهى إليه المندوبون، فإن ما سيعرض على وزراء الخارجية يتضمن ملفات: القضية الفلسطينية، سورية، ليبيا، واليمن، والتضامن مع لبنان، دعم السلام والتنمية في السودان وجزر القمر، علاوة على موضوع التدخلات الإيرانية والتركية في شؤون الدول العربية. وفي هذا السياق، أعد المندوبون مشروع قرار خاص يدين التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، ومشروع قرار بإدانة اطلاق ميليشيات الحوثيين صواريخ باليستية على المملكة العربية السعودية في شكل متكرر في الآونة الأخيرة. أما التدخلات التركية في العراق وسورية، فأُعد قرار خاص بها. فيما تقدم العراق بطلب إدراج بند إضافي على جدول الأعمال لدعم النازحين في الدول العربية وبصفة خاصة داخل أراضيه. وأكد الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي في تصريح إلى «الحياة» أن اجتماعات المندوبين الدائمين «مضت بسلاسة وإيجابية ولا توجد موضوعات خلافية»، مشيراً إلى «نقاشات» حول صياغة عدد من المشروعات، وقال: «تم التوصل بتوافق إلى الصيغ التي سوف تقدم اليوم إلى اجتماع وزراء الخارجية، ومن ثم إلى القمة. ووصف زكي القمة ال29 في الدمام بأنها «مهمة من حيث توقيتها الذي يأتي والمنطقة تمر بحالة كبيرة من النزاعات المفتوحة والمتعدةة»، مؤكداً أن «الأمل معقود عليها لترفع من مستوى التضامن العربي في مواجهة التحديات». وعما إذا كانت القمة ستتناول ما يسمى ب»صفقة القرن»، قال زكي إن التعامل مع «صفقة القرن» أمر يتطلب تنسيقاً عربياً كاملاً وبالذات من الدول الأكثر متابعة وانغماساً في هذا الملف، وأعرب عن اقتناعه بأن القمة، ستصب في اتجاه بلورة موقف عربي واحد إزاء هذا الموضوع المحوري. ونفى اطلاع الجامعة على تفاصيل هذه الصفقة التي سيطرحها الجانب الأميركي. وكشفت مصادر ديبلوماسية مطلعة في تصريحات إلى «الحياة» أن القمة العربية ستؤكد مجدداً إدانتها ورفضها قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتعتبر نية الإدارة الأميركية نقل السفارة في شهر أيار (مايو) في ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني «عملاً استفزازياً»، كما ستدعو الإدارة الأميركية إلى التراجع عن هذا القرار. وقالت المصادر إن القمة ستدعو أيضاً إلى تأسيس مرجعية أو إطار متعدد الأطراف لرعاية عملية السلام، وإلى رفض أي صفقة أو مبادرة سلام من أي جهة كانت، إذا كانت غير خاضعة لمرجعيات عملية السلام، المتمثلة في قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية والقانون الدولي. وأفادت بأن القمة ستطالب ب «تشكيل لجنة تحقيق ذات مصداقية تعمل في إطار زمني محدد وتضع آلية واضحة لعدم إفلات المسؤولين الإسرائيليين من العقاب عن الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب الفلسطيني الأسبوعين الماضيين، والمجازر التي شهدتها حدود قطاع غزة أخيراً».