يستكمل المندبون الدائمون لدى الجامعة العربية اليوم اجتماعات تحضيرية بدأوها أمس في مقر الجامعة في القاهرة لأعمال الدورة العادية ال138 لمجلس الجامعة، على أن يتركوا الملف السوري برمته لاجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب المقرر غداً والذي سيشارك في جلسته الافتتاحية الرئيسان المصري محمد مرسي والفلسطيني محمود عباس. وغاب المندوب السوري عن اجتماعات المندوبين أمس تنفيذاً لقرار وزراء الخارجية بتجميد مشاركة بلاده في مجلس الجامعة على كل المستويات. وصرح الامين العام للجامعة نبيل العربي بأن المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة الأخضر الإبراهيمي لن يشارك في الاجتماع الوزاري لارتباطات مسبقة، وأنه سيحضر إلى القاهرة الأحد المقبل. ويترأس لبنان الدورة الجديدة للمجلس. ودعا مندوب لبنان الدائم لدى الجامعة خالد زيادة إلى عقد قمم عربية علمية وثقافية بعد القمة الاقتصادية. ولم يشر في كلمته إلى الأزمة السورية، اتساقاً مع نأي لبنان بنفسه عن كل الاجراءات المتخذة على مستوى الجامعة حيال تطورات الوضع في سورية. وتكرر الأمر نفسه في كلمة رئيس الدورة السابقة مندوب الكويت لدى الجامعة جمال الغنيم. وكشف مصدر ديبلوماسي ل «الحياة» أن «ثمة اتفاقاً داخل الأمانة العامة للجامعة على ترك الملف السوري برمته لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، وألا يتم وضع مشاريع قرارات بصدده». وأشار إلى أن «الأزمة في سورية قد تكون مشكلة بالنسبة إلى لبنان خلال توليه رئاسة الدورة الحالية للمجلس باعتبار ضرورة أن يكون فاعلاً فيها». ورغم التغاضي الظاهر عن الأزمة السورية في اجتماعات المندوبين، إلا أن البند الخاص بها على جدول أعمال الوزراء سيحظى بمناقشات مستفيضة في الاجتماع الوزاري. ومن المتوقع أن يتضمن جدول الأعمال بنوداً تتعلق بتطورات الأوضاع في اليمن وإمكان تقديم الدعم العربي للمبادرة الخليجية في شأنه وتطورات الأوضاع في ليبيا ومساندة المؤتمر العام هناك والقضية الفلسطينية وتفعيل مبادرة السلام العربية ومتابعة تطورات الأوضاع في القدسالمحتلة والجدار العازل والاستيطان والانتفاضة وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين. وسيطرح على جدول الأعمال «تقرير المكتب الرئيس لمقاطعة إسرائيل وتقرير الأمن المائي العربي عن سرقة إسرائيل للمياه في الاراضي العربية المحتلة ومخاطر السلاح النووي الإسرائيلي وأسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية الأخرى والإرهاب الدولي وسبل مكافحته والأوضاع في الجولان العربي السوري المحتل والتضامن مع لبنان والحصار الجائر المفروض على السودان من قبل الولاياتالمتحدة بخصوص شراء او استئجار الطائرات المدنية ودعم السلام والتنمية في السودان والصومال وجزر القمر والحل السلمي للنزاع بين جيبوتي واريتريا واحتلال إيران للجزر العربية التابعة للإمارات»، بحسب المصدر. ويعاود مجلس الجامعة طرح قضية الجزر بناء على طلب دولة الإمارات التي كانت طلبت سحبه في دورات سابقة لإعطاء فرصة للعمل الديبلوماسي. وكان زيادة أكد أمام اجتماع المندوبين «ضرورة تعزيز التعاون العربي المشترك في المجالات الاقتصادية والعلمية«. وثمن دعوة الأمين العام للجامعة خبراء إلى تطوير ميثاق الجامعة والعمل العربي المشترك. وأشار إلى أن «الجامعة استطاعت أن تكون عنواناً للمجموعة العربية وتمكنت من الحفاظ على استقلاليتها لأنها تمثل الإطار العربي، ورغم الانتكاسات فإنها تبقى التعبير العربي عن المصير المشترك». وأضاف أن «لبنان كان سعى دوماً إلى التفاهم والوحدة والبعد عن الانقسامات». وشدد على أن «التحولات البنيوية التي يشهدها العديد من الدول في المشرق والمغرب العربي ستترك أثرها في المنطقة». من جهة أخرى، أكد الغنيم أن «القضية الفلسطينية يجب أن تبقى القضية الأولى ويجب ألا يتراجع الاهتمام بها بسبب الديناميكية التي تشهدها بعض الدول العربية». واستخلص دروساً من الدورة السابقة التي ترأستها بلاده، مطالباً ب «التركيز على قضايا العمل الاقتصادي المشترك وعلى القضايا التي تهم الشعوب وتشعر بأثرها والابتعاد عن القضايا التي لا يمكن أن تحل وتثقل العمل العربي المشترك والتركيز على الأجهزة العربية ذات الفاعلية ومعالجة ازدواجية العمل بين بعض مؤسسات العمل العربي المشترك».