كشفت رئيسة مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى «الفصام» الأميرة سميرة الفيصل أن العقار الواحد لمريض الفصام تصل كلفته إلى 1500 ريال، إذ لابد من خضوع المصاب لتحاليل الدم والكبد مرة كل أسبوع، وهذا الأمر مكلف لأسرته. وأضافت خلال ورشة عمل عن مرض «الفصام» ضمن فعاليات برنامج صيف أرامكو السعودية في الرياض أن الفصام داء ناتج عن خلل في وظائف المخ ينتج عنه أعراض تؤثر في إدراك الشخص، ويسبب اضطرابات في سلوكه وفكره، ما يؤدي إلى جعل المصابين به يعانون من صعوبات في أداء أنشطتهم اليومية. وتابعت: «أعراض الفصام منها، ورؤية أشياء وسماع أصوات غير موجودة، والشعور بالقلق والخوف، وصعوبة التركيز وفقدان الحس العاطفي والتفاعل مع العائلة والأصدقاء، والشعور بالانفصال عن الآخرين، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية»، لافتةً إلى أن مرض الفصام يعتبر من أقدم الأمراض النفسية في العالم، ويمكن علاجه بالعقاقير والأدوية، مؤكدة أنه مرض وراثي يظهر في الشخص من خلال مروره بثلاث أمور، منها تعاطيه للمخدرات، أو تعرضه لفاجعة معينة مثل موت عزيز له، أو تعرضه لضغط النفسي. واستشهدت ببعض القصص التي مر بها مرضى الفصام من حالات اكتئاب شديدة تؤدي إلى الانتحار، برجل قتل أخاه، وآخر قتل زوجته وابنته، وقد يطرأ على مريض الفصام بأنه المهدي المنتظر أو أنه ملكٌ وما شابه ذلك، مشيرةً إلى أنه يجب على المجتمع ألا يخجل من أفراده المصابين بأمراض نفسية. وشددت على أن الجمعية بحاجة إلى الدعم المعنوي والمادي من أفراد المجتمع، خصوصاً أنها تقدم استشارتين شهرية للمريض وأسرته مجاناً. من جانبها، تحدثت عضوة في الجمعية، وأم للمريض برجس الذي يعاني من مرض الفصام وآخر توحدي، عن معاناتها في التعامل مع أبنائها والكيفية التي تعاملت معهم بها وعن صفات المريض الفصامي. من جهة ثانية، ذكرعضو مجلس الشورى نجيب الزامل في محاضرة أقيمت ضمن فعاليات المهرجان أن التطوع ليس لمن ينظر للنقاط الجدلية، إذ إن المتطوع يجب أن يبتعد كل البعد عن الجدال والخصام فهو يتعامل مع شرائح المجتمع بأنواعها، وهو من يقيد الآخرين عملياً. وأضاف: «التطوع قفز في المملكة قفزات هائلة في الفكر والمضمون، وهو ليس عملاً ميدانيا ً فقط بل أبعد من ذلك بكثير». وأكد أن المتطوع يحضر المساعدة لمن يحتاجها، ويفيد الناس وفي آخر اليوم يجد المتطوع أنه أكثر من استفاد من عمله، وعندما كثرة ممارسة «التطوع» يصبح إدماناً يصعب التخلي عنه، مشيراً إلى أن العمل التطوعي لا يوجد فيه نفاق لأنه بلا مقابل. وأوضح أن الهواة المتطوعين هزموا المحترفين، ويجب أن تستحدث جهة مدنية تكون مسؤوليتها التطوع فقط، ويكون عملاً مؤسسي غير حكومي. وفي نهاية حديثه، أورد أمثلة واقعية لعدد من المتطوعين الذين ساهم التطوع في رقي فكرهم وتغلبهم على مشكلات كانت تؤرقهم، وساعدهم على اكتشاف ذاتهم ومواهبهم الدفينة، وهم الذين قدموا خدمات جليلة لمن يحتاجون العون والمساعدة، لتسهم في تهذيب خلقهم، وأن يصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع.