تحدث الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون للمرة الأولى علناً خلال اجتماع لحزب العمال الشيوعي الحاكم عن «حوار» مع الولاياتالمتحدة، بعد ساعات على إعراب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أمله بعلاقات مع بيونغيانغ «مختلفة كثيراً عن تلك القائمة منذ سنوات»، فيما اشترطت موسكو حصول بيونغيانغ على «ضمانات محكمة» لأمنها في أي اتفاق محتمل لنزع سلاحها الذري. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية بأن كيم الثالث رأس اجتماعاً ناقش خلاله مع أبرز قياديّي حزب العمال آفاق الحوار بين بيونغيانغ وواشنطن. وأضافت أن كيم قدّم تقريراً عن «الوضع في شبه الجزيرة الكورية»، لا سيّما القمة بين الكوريتين، المرتقبة في 27 الشهر الجاري. وتابعت أن كيم وضع «ملفات استراتيجية وتكتيكية» لكي يسير عليها حزبه. وتأتي تصريحات كيم لتقطع صمتاً في هذا الصدد، وإن لم يتحدث عن «قمة» مع ترامب الذي كان أعلن أن لقاءهما التاريخي سيُعقد في «أيار (مايو) أو مطلع حزيران (يونيو)»، مضيفاً: «أعتقد بأنه سيكون هناك احترام كبير متبادل، ونأمل بالتوصل إلى اتفاق حول نزع الأسلحة النووية» للدولة الستالينية. في موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن محادثات بيونغيانغ مع سيولوواشنطن يجب أن تستهدف نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، مشترطاً حصول الدولة الستالينية على «ضمانات محكمة» لأمنها. وأضاف خلال استقباله نظيره الكوري الشمالي ري يونغ هو أنه قبِل دعوة لزيارة بيونغيانغ، مستدركاً أن الجانبين لم يبتّا في إجراء محادثات بين كيم الثالث والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتابع أن روسيا ترحّب ب «عودة الوضع إلى طبيعته تدريجاً» في شبه الجزيرة، وتدعم التواصل بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة. واعتبر ري أن الوضع في شبه الجزيرة والأحداث السياسية الدولية تظهر حاجة بلاده وروسيا إلى إقامة علاقات أوثق. وأفادت وكالة «تاس» الروسية للأنباء بأن سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف وري بحثا في شأن الخيارات التي يمكن من خلالها إجراء حوار بين بيونغيانغ وسيول. ويُفترض أن يكون ملف العمال الكوريين الشماليين في روسيا، من المسائل التي سيناقشها ري في موسكو. وكانت روسيا، التي تمنح 12- 15 ألف تأشيرة لكوريين شماليين سنوياً، أكدت في شباط (فبراير) الماضي أنها بدأت إعادة هؤلاء العمال إلى بلدهم، التزاماً بعقوبات فرضها مجلس الأمن. ويعمل حوالى 35 ألف كوري شمالي في روسيا، خصوصاً في البناء والزراعة والسمك. ويشكّل عملهم مصدراً ثميناً للعملات الأجنبية لبلدهم، لكن الأممالمتحدة تعتبر أنهم يعملون في «شروط أقرب إلى العبودية». على صعيد آخر، أعلن معهد جامعي في الولاياتالمتحدة أن قسم البحوث حول كوريا الشمالية سيُغلق، بعدما أنهت سيول تمويله نتيجة رفض مطالبها تغيير إدارة القسم. وقال روبرت غالوتشي، رئيس «المعهد الأميركي- الكوري» في كلية الدراسات الدولية المتقدّمة في جامعة جون هوبكنز، إن القسم سيُغلق في أيار، بعد رفضه «تدخلاً غير ملائم» في شؤونه الأكاديمية. ويجري المعهد دراسات عليا في الشؤون الكورية، وهو مصدر موثوق للمعلومات والتحليلات عن الشطر الشمالي. وغالباً ما يستخدم صوراً تلتقطها أقمار اصطناعية تجارية لإلقاء الضوء على البرنامجَين النووي والصاروخي للدولة الستالينية. ويتلقى المعهد نحو 1.8 مليون دولار سنوياً من «المعهد الكوري للسياسات الاقتصادية الدولية» الذي تموّله الحكومة في سيول. وأثار قرار سيول مفاجأة في واشنطن، إذ قال غالوتشي، وهو ديبلوماسي أميركي سابق وخبير في المفاوضات النووية مع بيونغيانغ، إن ذلك يُعدّ انتكاسة للبحوث في كوريا الشمالية والدراسات الكورية، وزاد: «هذا وقت غريب لاتخاذ قرار مشابه، مع قمتين مقبلتين» بين كيم الثالث وكلّ من ترامب والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن.