عكس التضامن العالمي الواسع مع الفلسطينيين المتظاهرين على حدود قطاع غزة مع إسرائيل، نجاح أهداف «مسيرات العودة الكبرى» التي استشهد منذ انطلاقتها في الثلاثين من الشهر الماضي، 30 فلسطينياً وجُرح آلاف برصاص الاحتلال. وغداة تحذير مدعية المحكمة الجنائية الدولية من إمكان محاكمة «مرتكبي الجرائم»، انتقدت روسيا استخدام الجيش الإسرائيلي القوة ضد المدنيين، فيما أُعلنت سلسلة فعاليات أوروبية تضامناً. ووسط التفاف دولي حول الفعالية السلمية، يلتف الفلسطينيون حول علمهم الوطني يوم الجمعة المقبل تأكيداً لوحدة الموقف أمام تحديات القضية، بالتوازي مع إحراقهم علم إسرائيل. وأعلنت الهيئة الوطنية العليا ل«مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار» أن الجمعة المقبل سيكون يوماً للاحتشاد الشعبي تحت عنوان: «رفع علم فلسطين وحرق علم الاحتلال». وجددت الهيئة تأكيد أهداف «مسيرات العودة» باعتبارها «وسيلة كفاحية شعبية سلمية مستمرة، تعبّر عن رغبة الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي شُردوا منها قسراً» عام 1948. وعقب اجتماع تقييمي لفعاليات المسيرة ضم القوى الوطنية والإسلامية في مكتب «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في مدينة غزة أمس، أكدت عضو اللجنة المركزية ل «الشعبية» اكتمال حمد «الطابع الشعبي الوطني الوحدوي للمسيرات تحت راية العلم الفلسطيني فقط، ومرجعية قيادية واحدة»، مشددة على «ضرورة أن تشمل فعالياتها كل أماكن تواجد شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج». وقالت: «لتكُن رسالة موحدة (الجمعة المقبل) حول وحدة الشعب والقضية الوطنية الفلسطينية، وحق شعبنا في تصعيد المقاومة الشعبية والنضال الفلسطيني في مواجهة الاحتلال». إلى ذلك، تماهى الموقفان الروسي والفرنسي في إدانة استخدام الجيش الإسرائيلي القوة «بشكل عشوائي» ضد المدنيين الفلسطينيين. ووصفت وزارة الخارجية الروسية الأمر ب «غير المقبول»، في حين شددت القنصلية الفرنسية في القدسالمحتلة على ضرورة التحلي ب«أقصى درجات ضبط النفس». وأعربت في بيان عن قناعة فرنسا بأن «العنف لا يمكن أن ينتهي إلا باستئناف حوار سياسي حقيقي بهدف تنفيذ حل الدولتين». وتزامناً مع مطالبة بيان القنصلية الفرنسية برفع القيود المفروضة على القطاع مع توفير الضمانات الأمنية الضرورية لإسرائيل، أعلنت «الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة» أمس، سلسلة فعاليات أوروبية تضامناً مع «مسيرات العودة الكبرى» تشمل تظاهرات في مدن وعواصم أوروبية عدة السبت المقبل، دُعيت إليها مؤسسات ومنظمات مناصرة للحق الفلسطيني. وأوضح رئيس «الحملة الأوروبية» مازن كحيل خلال مؤتمر صحافي عُقد في بيروت، أن الفعاليات تهدف إلى حشد أوسع تضامن أوروبي مع «مسيرات العودة» في غزة وأهدافها السلمية، والاحتجاج على ممارسة إسرائيل القمع والقتل العمد والاستهداف المباشر غير القانوني للمتظاهرين الفلسطينيين سلمياً. إلى ذلك، شنّت مقاتلات حربية إسرائيلية أمس، غارات على موقع عسكري لحركة «حماس» في شمال غزة، «رداً على تسلل فلسطينيين من الحدود لزرع عبوات ناسفة في الأراضي الإسرائيلية»، وفق ما أفاد بيان للجيش الإسرائيلي.