وصفت حركة «حماس» التهديدات الإسرائيلية بقصف قطاع غزة في حال استمرت مسيرات العودة الكبرى بأنها «جوفاء لا تخيف طفلاً فلسطينياً واحداً»، تزامناً مع وقفة للصحافيين والعاملين في قطاع الصحة احتجاجاً على الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في حق المتظاهرين السلميين العزل. وقال عضو المكتب السياسي مسؤول العلاقات الوطنية في الحركة حسام بدران، إن «التهديدات هذه لا تخيفنا، ولا تخيف طفلاً فلسطينياً، سواء في غزة أو الضفة الغربية أو أي مكان». وأضاف بدران أن «شعبنا، منذ زمن طويل، لم يعد يحسب حساباً لكل تهديدات الاحتلال وممارساته». واعتبر أن التهديدات «تعبّر عن أزمة وحالة إرباك لدى الاحتلال، بخاصة أن جيشه الذي يتمتع بكل الإمكانات وأساليب الفتك لا يمكنه التعامل مع شعب يتحرك بطريقة سلمية وحضارية وجماهيرية ليعبر عن طموحاته الوطنية». ووجه صحافيو القطاع رسالة احتجاج وتنديد إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على «جريمة الاحتلال الإسرائيلي باستهداف الصحافيين خلال تغطيتهم الأحداث الميدانية السلمية على حدود غزة الشمالية والشرقية». وعبّر الصحافيون في رسالة سلموها إلى ممثل الأمين العام في القطاع خلال وقفة احتجاجية أمام مقر الأممالمتحدة غرب مدينة غزة أمس، بدعوة من نقابة الصحافيين الفلسطينيين شارك فيها عشرات الصحافيين والحقوقيين وممثلو الفصائل في غزة، عن إدانتهم الجرائم التي ترتكب في حقهم. ودان الصحافيون قتل قوات الاحتلال بدم بارد زميلهم المصور الصحافي ياسر مرتجى (31 سنة)، وجرح تسعة آخرين أثناء تغطيتهم مسيرات العودة الجمعة الماضي. ورفع الصحافيون لافتات تطالب بتوفير الحماية لهم، ومحاسبة إسرائيل على استهدافهم في شكل متعمد، وتقديم القادة الإسرائيليين الذي أصدروا الأوامر والجنود القتلة إلى المحكمة الجنائية الدولية (لاهاي). ووصفوا قتل مرتجى واستهداف زملائهم بأنه «جريمة إنسانية مكتملة الأركان، تستوجب من الأممالمتحدة التدخل من اجل وقفها فوراً وتوفير الحماية الحقيقية والكاملة للصحافيين». وتلا نائب نقيب الصحافيين تحسين الأسطل الرسالة، جاء فيها أن «النقابة تدين بأشد العبارات استهداف قوات الاحتلال المتظاهرين السلميين والصحافيين». وطالب الأسطل المجتمع الدولي «بالتحرك فوراً لإجبار سلطات الاحتلال على وقف جرائمها في حق الشعب الفلسطيني، والصحافيين»، داعياً الاتحاد الدولي للصحافيين والأطراف الدولية ذات العلاقة في الأممالمتحدة الى «تعزيز حماية حقوق الإنسان، بخاصة المقررين الخاصين لكل من له الحق في حرية التعبير والحق في التجمع السلمي، بإرسال فريق خاص للتحقيق ورصد الانتهاكات في ما يتعلق بالاستهداف المباشر للصحافيين». وشدد على أن «تقديم أي دعم عسكري أو سياسي من أي طرف دولي في هذه الأثناء لدولة الاحتلال يُعتبر اشتراكاً في الجريمة المرتكبة ضد المدنيين والصحافيين». وطالب الأسطل الأممالمتحدة «بالتدخل الجاد من اجل حماية الصحافيين من انتهاكات الاحتلال الخطيرة، ومساعدة النقابة في توفير معدات وأجهزة الحماية لهم، حيث يمنع الاحتلال النقابة من إدخالها للصحافيين العاملين في قطاع غزة، ما يزيد الخطر عليهم». بدورها، أطلقت وزارة الإعلام في السلطة الفلسطينية نداء للتوقيع على رسالة موجهة إلى مندوب جمهورية بيرو الدائم لدى الأممالمتحدة غوستافو ميزا غوادرا بصفته الرئيس الدوري لمجلس الأمن «لتطبيق القرار 2222 الخاص بتوفير الحماية للصحافيين، والضامن لعدم إفلات المعتدين عليهم من العقاب». ودعت الوزارة ا في بيان صحافي أمس إلى «أوسع مشاركة في حملة التوقيع على العريضة المنشورة على موقعها الإلكتروني باللغتين العربية والإنكليزية، الداعية إلى وضع حد لقتل الصحافيين، وإطلاق سراحهم، وضمان حرية حركتهم، ومحاسبة المعتدين عليهم، وتدخل مجلس الأمن وتفعيل قراره الذي لم يستخدم ولو لمرة واحدة في فلسطين». وطالبت الوزارة الاتحاد الدولي للصحافيين، ومنظمة «مراسلون بلا حدود»، ونقابات الصحافيين في العالم وسائر المؤسسات الإعلامية إلى «الانضمام إلى النداء، ورفع الصوت عالياً لمحاكمة إسرائيل على سجلها الأسود ضد الإعلاميين، وجرائمها التي لا تسقط بالتقادم». إلى ذلك، طالب القطاع الصحي في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية «بمساءلة ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي وقادته على جرائمه بحق شعبنا، بخاصة الاعتداءات التي ارتكبت في حق المشاركين المدنيين في مسيرات العودة السلمية، وبتوفير الحماية للطواقم الصحية والمتظاهرين المدنيين المشاركين في المسيرات». وشدد مدير الشبكة أمجد الشوا، خلال وقفة نظمها القطاع الصحي في الشبكة لإحياء اليوم العالمي للصحة أمس في مخيم العودة شرق مدينة غزة، على أن الشعب الفلسطيني «يعاني الأمرّين جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في ظل فشل المجتمع الدولي حتى الآن في محاسبة ومساءلة الاحتلال على انتهاكاته بحق المدنيين الفلسطينيين في مسيرة العودة السلمية». ودان الشوا «استخدام قوات الاحتلال القوة المفرطة والمميتة في استهداف المدنيين والصحافيين واستشهاد الصحافي ياسر مرتجي الذي قدم الحقيقة وكشف زيف ما يقوم به الاحتلال من انتهاكات في مسيرة العودة». وأشار إلى أن «الطواقم الطبية في المنظمات الأهلية الصحية كانت ولا تزال تعمل إلى جانب وزارة الصحة والهلال الأحمر الفلسطيني من أجل تقديم الخدمات الطبية على رغم قلة ما يتوافر لديها من خدمات».