اتجهت الأنظار في بيروت أمس، غداة نيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثقة، نحو الاستحقاقات التي ستواجهها الحكومة من جهة، وردود الفعل الخارجية حيال موقفها من المحكمة الدولية والقرارات الدولية من جهة أخرى، فيما أخذت المعارضة المؤلفة من «قوى 14 آذار» تتهيأ لوضع برنامج تحركها في مواجهة الحكومة، خصوصاً أنها سبق أن رفعت شعار إسقاطها يوم الأحد الماضي. وفيما جدد الرئيس ميقاتي، في اليوم الأول لنشاطه في السراي الكبيرة بعد نيله ثقة البرلمان، التأكيد أن حكومته «لن تكون حكومة تحدٍّ ولا مواجهة عبثية، لا مع الداخل ولا مع الخارج... ولن يكون هناك أي تفريط بدماء الشهداء ولن يكون هناك أي تراجع عن تحقيق العدالة وسنحفظ استقرارنا وسلمنا الأهلي ونحرص على أفضل العلاقات مع المجتمع الدولي»، أبدى الاتحاد الأوروبي «قلقه من غياب التزام صريح بالتعاون مع المحكمة الخاصة بلبنان» وإذ قالت ممثلة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية كاثرين آشتون إن «منح الثقة للحكومة مرحب به، والاتحاد مستعد لتطوير علاقته مع لبنان»، فإن الناطق باسم الخارجية الفرنسية عبّر بدوره عن القلق من الصيغة التي استخدمتها الحكومة إزاء المحكمة، معتبراً أن «من شأنها أن تحمل على التشكيك بحياد هذه الهيئة القضائية»، وأنه لا يرى «كيف يمكن التملص من التزامات دولية من دون مواجهة احتمال التهميش الدولي». وتتوقع مصادر رسمية أن يطرح على جدول أعمال أول جلسة لمجلس الوزراء ملء الشواغر «الملحّة» في عدد من المناصب المهمة، منها رئاسة الأركان في الجيش، والمديرية العامة للأمن العام، والتجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي تنتهي ولايته في آخر الشهر الجاري. وإذ أكد ميقاتي أمس أن الأولوية في التعيينات هي لملء الشواغر بالكفاءات «بعيداً من أي كيدية أو انتقام»، فإن معنى هذا أن لا نية لتغيير بعض كبار الموظفين الحاليين في المرحلة القريبة المقبلة، الذين يطالب بعض الأطراف في الحكومة بتبديلهم. وغادر ميقاتي لبنان في إجازة بضعة أيام، وكذلك رئيس البرلمان نبيه بري. وفيما أكد ميقاتي أن يده «ممدودة الى الجميع في المعارضة قبل الموالاة من أجل طي صفحة الماضي»، واصل رموز قوى 14 آذار هجومهم على الحكومة وقال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع: «سنعمل بكل ما أوتينا من قوة وبالوسائل الديموقراطية التي يسمح بها القانون لإسقاطها». واعتبر أنها «لا تطالب بإيجاد حل لمسألة سلاح حزب الله، بل على العكس، تغطي وتؤكد وجود هذا السلاح لديه». وأعلن النائب مروان حماده عن اجتماع عقدته كوادر من قوى 14 آذار قبل ظهر أمس للتشاور حول المرحلة المقبلة. وقالت مصادر المعارضة إن الاجتماع «هدف الى تقويم الجلسة النيابية وأداء قوى 14 آذار خلالها، وللتداول في الأفكار حول سبل مواصلة معارضتها في المرحلة المقبلة ووضع برنامج سياسي مستقبلي يستند الى تطلعات جمهورها وعدم تكرار تجارب التراجعات التي حصلت بعد 14 آذار 2005». ورأت المصادر أن المواقف التي سيعلنها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الثلثاء ستشكل أساساً لعناوين المرحلة المقبلة. من جهة ثانية، ذكرت معلومات صحافية، أن مخابرات الجيش وضعت اليد على جهاز تنصت إسرائيلي في خراج بلدة شقرا في قضاء بنت جبيل الجنوبي، بعد أن عثر عليه أحد المزارعين. والجهاز عليه كتابات باللغة العبرية وموصول بهوائي صغير لبث المعلومات التي تتولى طائرات إسرائيلية التقاطها أثناء تحليقها فوق المنطقة. وأشارت التقديرات الى أنه تم إسقاطه في المنطقة بواسطة مظلة صغيرة خاصة به. ويبلغ طوله 18 سنتم وعرضه 12 سنتم.