كثفت الجماعات اليهودية والصهيونية ضغوطها على رئيس حزب «العمال» البريطاني جيرمي كوربن، بعد زيارته جماعة «جوداس» اليهودية المناهضة لإسرائيل، لتهنئتها بعيد الفصح، ما أثار حفيظة المدافعين عن الدولة العبرية. ونشرت صحيفة «ذي غارديان» أمس محضر اجتماع للجنة الحزبية التي شُكِلت لمحاسبة الأعضاء المتهمين باللاسامية في «العمال»، يوضح مدى الانقسام داخل اللجنة والحزب، بين «الكوربيين» واليمينيين «البليريين»، نسبة إلى رئيس الوزراء السابق توني بلير، الذين يستغلّون التهمة لإبعاد أنصار كوربن وإضعافه. وكان كوربن حضر قبل ثلاثة أيام مأدبة لمناسبة عيد الفصح اليهودي، أعدّتها جماعة «جوداس» اليسارية التي تصف إسرائيل بأنها «كومة بالوعات تنبعث منها روائح كريهة ويجب تصريفها على نحو ملائم»، معتبرة أن الاحتجاج على عدم تطرّق زعيم «العمال إلى معاداة السامية «غضب مفتعل مغلّف بالرياء والانتهازية». لكن ناطقاً باسم كورين قدّم نوعاً من اعتذار إلى اليهود من مؤيّدي إسرائيل، وقال إن حضوره المأدبة كان في دائرته الانتخابية وشارك فيها «بصفته الشخصية، لا الحزبية». وأضاف أنه «كتب إلى مجلس نواب اليهود البريطانيين ومجلس القيادة اليهودية، يطلب عقد اجتماع رسمي طارئ لمناقشة معاداة السامية داخل حزب العمال وفي المجتمع»، مستدركاً أن طلبه رُفض. وتأتي الحملة على كوربن قبل الانتخابات المحلية المرتقبة مطلع الشهر المقبل، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب «العمال» يتقدّم على حزب «المحافظين» بزعامة رئيسة الوزراء تيريزا ماي، ما يعني أن هناك احتمالاً قوياً بأن يصبح كوربن رئيساً للوزراء. لكن الانتخابات النيابية مرتقبة عام 2022. ومنذ أصبح كوربن زعيماً لحزب «العمال» عام 2015، بعدما أمضى عقوداً في جناحه اليساري، وهو يواجه اتهامات متكررة بأنه يصرف النظر عن تصريحات معادية للسامية داخل الحزب وبين الجماعات التي يؤيّدها. ونشرت «ذي غارديان» أمس محضر اجتماع للجنة المكلفة التحقيق في تهم اللاسامية الموجّهة إلى مسؤولين وأعضاء في الحزب، يؤكد مدى عمق الانقسام داخل اللجنة بين الجناحين، اليساري بزعامة كوربن، واليميني المؤيّد لبلير. وحاول أنصار كوربن منع اتخاذ أي قرار ضد المُتهمين باللاسامية، وعارض محاسبة هؤلاء، كلّ من النائب جون تيكيت والناشط جون لانسام، وهما عضوان أساسيان في اللجنة. ويشير المحضر إلى أن معظم أعضاء اللجنة تحرّكوا بصفتهم كتلة واحدة، لتخفيف العقوبات التي يجب أن تُتخذ في حق المتهمين باللاسامية. وقال إيوان لاين الذي يقود الحملة ضد اللاسامية في الحزب إنه فقد «الثقة» بمعدّي التحقيق، وزاد: «قدّمنا تقارير كثيرة عن العنصرية ومعاداة اليهود، مفترضين أن الحزب واللجنة التي شُكِلت لهذا الغرض سيتعاملان مع الأمر بجدية، لكننا كنا مخطئين». معلوم أن اللجنة كانت برئاسة كريستين شوكروفت التي أُرغِمت على الاستقالة، بعدما دافعت عن مسؤول محلي مُتهم بإنكار المحرقة اليهودية.