لم تتوقف الشائعات التي تمحورت حول خطط ألفا روميو لإعادة إحياء اسم «جيوليا» منذ عام 2012، لكن الأمر استغرق نحو ثلاثة أعوام من الصانع الإيطالي النخبوي ليكشف عن التجسيد العصري لطرازه السيدان الأيقوني المُدمج. ومثّلت هذه السيدان الرياضية التي نافست مباشرة عروضاً بحجم بي إم في الفئة الثالثة وأيضاً مرسيدس- بنز الفئة C، عودة ألفا روميو إلى جذورها خلفية الدفع، إذ إن جيوليا تنتمي إلى العروض ذات الدفع الخلفي للعجلات. ولم تتوقّف طموحات الصانع الإيطالي عند ذلك الحد «المحافظ»، إذ كشف النقاب عن نسخة أعلى أداءً من جيوليا وهي النسخة كوادريفوغليو، تستهدف في الأساس النسخ الألمانية ذات الأداء الرياضي بامتياز، شأن بي إم في M3 ومرسيدس- بنز C63 AMG. ولا شك أن هذه لحظة لا تُنسى لألفا روميو التي أطلقت أول موديل خلفي الدفع ممهور بتوقيعها منذ عام 1992، بعد إيقاف إنتاج موديل 75/ Milano. ومنذ ذلك الوقت، استحوذت فيات على ألفا روميو واستبدلت باستبدال عروض 155 و156 وأيضاً 159 الذي أوقت إنتاجه عام 2011، ما وضع نهاية كون ألفا روميو صانعاً للسيارات المُدمجة المصنّفة تنفيذية. وفي النهاية، ومع حلول عام 2015، بات للعلامة الإيطالية المرموقة المنضوية تحت لواء شركة «فيات كرايسلر أوتوموبيلز» FCA، شيء تفاخر به: سيارة رياضية النفس تحاول أن تقضي على هيمنة الموديلات الألمانية المنافسة. وعلى صعيد الفئة السعرية للموديل ألفا روميو جيوليا كوادريفوغليو، نجدها تبدأ من 72 ألف دولار في السوق الأميركية، ما يجعلها أغلى طراز للصانع الإيطالي في أميركا الشمالية حتى نهاية عام 2016. نالت أوروبا أخيراً طرازاً معادلاً لدودج تشارجر الأميركي، فألفا روميو جيوليا كوادريفوغليو ما هو إلا طراز جريء هجومي للغاية. ولكنه، ليس جميلاً أو جذاباً إذا ما وُضع جنباً إلى جنب مع عروض أخرى منافسة، وإن لا يزال رائعاً لما يمثّله ويجسّده. لم يكن الأمر مثيراً للدهشة عندما توجّه الإيطاليون نحو تصميم بسيط ورياضي للمقصورة الداخلية، مع ميَلان لوحة القيادة نسبياً في اتجاه السائق، شأن أي سيارة رياضية نخبوية. وبالمثل، تستفيد لوحة القيادة من لوحة عدادات وشاشة كبيرة بدورها للنظام المعلوماتي الترفيهي مثبّتة فوق تابلوه الأدوات الوسطية. وتوفّر الشاشة المركزية العاملة باللمس قياس 8.8 بوصة إمكان الوصول اللحظي إلى المعلومات الحيوية المتعلّقة بأداء السيارة وأيضاً القياس عن بُعد، فضلاً عن توافر نظام ملاحة غرافيكي ثلاثي الأبعاد يمكنه التعرّف إلى إيماءات الكتابة باليد على لوحة تحكّم دوّارة، إضافة إلى باقة واسعة من التطبيقات المفيدة. أما القرص الدوّار الآخر فيتحكّم في نظام DNA Pro العائد إلى ألفا روميو، الذي يتضمّن أربعة أنماط قيادة مختلفة يمكن الاختيار في ما بينها، وهي: «الديناميكي» Dynamic، «الطبيعي» Natural الذي ينحاز إلى الراحة على ما عداها، وأيضاً وضعية «الكفاءة المتطوّرة» Advanced Efficency التي تستفيد من إعدادات صديقة للبيئة لتسجيل أدنى معدّلات استهلاك الوقود. وأخيراً، وضعية «السباقات» Race لأداء رياضي بامتياز. وفي المجمل، يُمكن القول إنه جرى اختزال أزرار التحكّم وعتلاته إلى أقصاها، ليكون التصميم العام بسيطاً أنيقاً من دون تعقيد، لا سيما مع الاستعانة بفتحتَي مكيّف دائريتين. كما لا تتضمن جيوليا لوحة قيادة بتصميم يدمجها مع ألواح الأبواب، كما هو الحال مع معظم السيارات العصرية. وعلى صعيد اللمسات والتجهيزات المخصصة للفئة كوادريفوغليو، يبرز المقود المكسو بالجلود الفاخرة وجلود ألكانترا، بينما يمكن تتبع خيوط مطرّزة متناقضة اللون على لوحة القيادة ومسند الأذرع وألواح الأبواب. وبالمثل، فإن المقاعد الرياضية جاءت بتلبيسات جلدية وأيضاً بجلود ألكانترا، في حين يتضمّن الكونسول الوسطي جزءاً مصنوعاً من ألياف الكربون. نشاط ملفت ميكانيكياً، وبخلاف المحرّكين البنزينيين من 4 أسطوانات سعة ليترين والمزودين بشاحن هواء «توربو» بقدرة 197 و276 حصاناً للنسخ التقليدية من جيوليا، زوّدت النسخة الأعلى أداءً كوادريفوغليو بمحرّك قوي فئة V6 سعة 3 ليترات مطوّر بالتعاون مع فيراري، يولّد قدرة 505 أحصنة وعزم 600 نيوتن متر، ما يجعل محرك ألفا روميو جيوليا كوادريفوغليو أقوى من محرك بي إم في M3 بقوة 425 حصاناً، وكذلك محرّك مرسيدس C63 S AMG بقدرة 503 أحصنة، علماً أنّ محرّك تلك السيدان الإيطالية هو أقوى محرّكات ألفا روميو حتى الآن. ويمكنه اختراق الحاجز المئوي من السكون في غضون 3.8 ثانية، وفقاً للصانع الإيطالي الذي أشار أيضاً إلى أن جيوليا كوادريفوغليو تستفيد من نسبة وزن للطاقة «أقل في شكل ملحوظ» من 3 كلغ لكل حصان، أما السرعة القصوى فتصل إلى 307 كلم/ س. أنظمة متطورة على صعيد الأنظمة الإلكترونية، زوّدت جيوليا كوادريفوغليو بنظام الكبح المُدمج IBS الذي يحلّ محل نظام التحكّم الإلكتروني بالثبات ESC التقليدي والذي يعمد إلى تعزيز استجابة الكبح عموماً، إلى جانب نظام التحذير من الاصطدامات الأمامية على مختلف السرعات والذي يفعّل الكبح تلقائياً عند رصد اصطدام أمامي وشيك، وأيضاً مثبّت السرعة المتأقلم مع إمكان التوقّف التام، ونظام التحذير من تخطّي المسار وذلك لمراقبة الزوايا غير المرئية ومساعد الركن وغيرها. يضاف إلى ذلك الوسائد الهوائية المتنوعة وأحزمة الأمان ثلاثية نقاط التثبيت المزوّدة بخواص الشدّ المسبق والارتخاء التدريجي، وغيرها. ويتكوّن نظام التعليق الأمامي من شوكة مزدوجة، والخلفي من محور خماسي الوصلات، في حين أخضعت النوابض المعدنية والمخمّدات لتعديلات مميزة لجعل تلك السيدان رياضية قدر الإمكان سواء على الحلبات أو على الطرق المعبّدة. كذلك نالت هذه المركبة ترساً تفاضلياً نشطاً ونظام توجيه العزم، ويعملان مع نسبة توزيع مثالية للوزن تبلغ 50:50 بين الأمام والخلف. وضمن التجهيزات الإضافية، توفّر ألفا روميو أقراص كبح مصنوعة من الكربون والسيراميك مع آليات فكية فئة «بريمبو» من 6 مكابس على المحور الأمامي. يذكر أخيراً أن موديل 4C لعام 2014 شكّل بداية إعادة إحياء علامة ألفا روميو، لكن طراز جيوليا كوادريفوغليو الذي يمثّل تقديمه لحظة تاريخية للعلامة الإيطالية التي تحاول أن تنافس جدياً على غرار الأيام الخوالي. وقد يعني هذا أن «فيات كرايسلر أوتوموبيلز» باتت ترى أن ألفا روميو تحتاج للاعتماد على نفسها وبيع موديلات مطورة انطلاقاً من منصات عالية الأداء، بخلاف الاستعانة بمكوّنات فيات «المملة» مثلما كان الحال سابقاً. وعموماً، فإنّ أكثر ما يشدّ الانتباه في تلك السيدان المُدمجة الرياضية بامتياز هو مستويات أداء محرّكها المميّز، ما يجعلها تتفوّق على العروض المنافسة، فضلاً عن الاستعانة بنظام دفع خلفي للعجلات، وعدا كونها أخفّ وزناً مقارنة بالطرز المنافسة بمقدار لا يقل عن 90 كلغ، غير أن هذه المميزات تتناقض نوعاً ما مع الفئة السعرية المرتفعة. باختصار المحرّك عدد الأسطوانات V6 السعة (ليتر) 3.0 بي توربو القدرة (حصان/ د.د) 505/ 6500 العزم (نيوتن متر/ د.د) 600/ 2500 – 5500 المقاييس الطول (ملم) 4639 العرض (ملم) 1873 الإرتفاع (ملم) 1426 طول قاعدة العجلات (ملم) 2820 أنظمة ثبات القيادة IBS/TPMS/ACC نقل الحركة الدفع خلفي علبة التروس أوتوماتيكية أو يدوية من 6 سرعات الأداء السرعة القصوى (كلم/ س) 307 تسارع من صفر إلى 100 كلم/ س (ثوانٍ) 3.9 معدّل استهلاك الوقود (ليتر/ 100 كلم) 8.5 نسبة انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون (غ/ كلم) 199