دمشق، بيروت - «الحياة»، ا ف ب، رويترز - تواصلت الاشتباكات والعمليات العسكرية والامنية بين القوات النظامية السورية ومنشقين معارضين في مناطق عدة في سورية، كما تواصلت التظاهرات والاحتجاجات المطالبة باسقاط النظام، عشية الانتخابات التشريعية المقررة اليوم. ففي ريف دمشق، الذي شهد انفجار عبوة في دف الشوك اسفرت عن سقوط قتلى وجرحى ليل السبت، قتل شاب فجر امس برصاص الامن في مدينة التل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وخرج آلاف الاشخاص في التل امس لتشييع القتيل، بحسب المصدر نفسه. وتوجه وفد من لجنة المراقبين الدوليين الى مدينة الزبداني في ريف دمشق ظهر امس «حيث قابل اعضاؤها ناشطي المعارضة لوقت قصير، قبل ان يتجولوا في المناطق المحيطة بالمدينة»، وفق ما افاد فارس محمد، الناشط في لجان التنسيق المحلية لفرانس برس. وخرجت في الزبداني تظاهرة ليلية رفعت فيها لافتات «دم طلاب جامعة حلب وصمة عار على جبين الاممالمتحدة»، وفق مقاطع بثتها لجان التنسيق، وذلك تضامناً مع جامعة حلب التي قتل فيها الخميس اربعة طلاب برصاص الامن عقب تظاهرة تنادي بإسقاط النظام. وفي حي المزة الدمشقي، سمع اطلاق نار صباح امس «تبين انه ناتج عن مداهمة نفذها عناصر امن في حي المصطفى في المزة» بحسب الناشط ابو مهند المزي، الذي اعتبر ان اطلاق الرصاص «هو على الأرجح لترهيب السكان». يأتي ذلك غداة تظاهرات حاشدة خرجت في العاصمة دمشق لتشييع قتلى سقطوا في تظاهرات الجمعة في حيي كفرسوسة والتضامن. وخرجت تظاهرات التشييع رغم انفجار عبوتين ناسفتين في العاصمة، وعبوة ثالثة في حلب، ثاني المدن السورية، التي قتل فيها خمسة اشخاص. وشهدت مدينتا دمشق وحلب اللتان دخلتا بقوة على خط الاحتجاجات، انفجارات عدة في الاشهر الماضية اسفرت عن مقتل وجرح عدد من الاشخاص. وتنسب السلطات السورية هذه الانفجارات وأعمال العنف الى «مجموعات ارهابية مسلحة». من جهة اخرى، وصف الناطق باسم لجان التنسيق هذه التفجيرات بأنها «غامضة ولا مصلحة للثوار بها»، مضيفاً لفرانس برس «نحن ندعي ان النظام هو من يفتعلها». وفي محافظة حمص (وسط) تعرضت قرية العريضة التابعة لمدينة تلكلخ، والمحاذية للحدود اللبنانية الشمالية لقصف من القوات النظامية اسفر عن سقوط جرحى وتهدم منزل، بحسب المرصد. وفي الرستن في ريف حمص، والخارجة عن سيطرة القوات النظامية منذ اشهر وتعد معقلاً للجيش السوري الحر، افاد المرصد بإصابة طفل في الرابعة برصاص قناص من القوات النظامية التي تحاصر المدينة. وافادت لجان التنسيق بتحليق طيران الاستطلاع في سماء مدينة القصير (ريف حمص) القريبة من الحدود اللبنانية الشرقية. وفي دير الزور (شرق)، دارت اشتباكات عنيفة فجر امس بين القوات النظامية ومنشقين في عدد من احياء المدينة، بحسب المرصد الذي اشار الى تنفيذ القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في مدينة القورية بريف دير الزور. وفي حماة (وسط)، أظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون خروج تظاهرات ليلية في عدد من احياء المدينة ومناطق الريف تنادي باسقاط النظام. وأظهر مقطع بث على الإنترنت سكاناً في حي الفيحاء يصطحبون المراقبين الدوليين السبت الى ما قالوا انه مقبرة جماعية لقتلى سقطوا بنيران القوات النظامية في المدينة. وتعرضت قريتا الحويز وكفرنبودة لنيران القوات النظامية، فيما نفذت حملة مداهمات واعتقالات في بلدة حيالين وكفر الطون، بحسب المكتب الاعلامي للثورة في حماة. وفي ريف ادلب (شمال غرب)، خرجت تظاهرة صباحية في الهبيط انتقدت «المهل الدولية» المعطاة للنظام، واتهمت الرئيس السوري ب «خيانة» سورية و «تدميرها». وخرجت تظاهرات في بلدات عدة بريف ادلب، منها جرجناز وكنصفرة وكفرعويد وقرى جسر الشغور، بحسب المرصد السوري. وشهدت مناطق عدة في درعا جنوب البلاد، اطلاقَ نار من القوات النظامية، لا سيما داعل، التي سقط فيها جرحى، وفق لجان التنسيق. وأسفرت اعمال العنف اول من امس عن مقتل 17 شخصاً في مناطق عدة من سورية وفق المرصد. واعتبر الناطق باسم لجان التنسيق المحلية المعارضة عمر ادلبي، في اتصال مع فرانس برس، أن «اجراء الانتخابات تحت النيران يدل على عدم جدية النظام بالاتجاه نحو حل سياسي للأزمة». واضاف: «النظام مستمر في اتباع السلوك ذاته الذي اتبعه منذ سنة، اي تجاهل الوقائع التي فرضتها الثورة على الحياة السياسية».