أكد رئيس الوزراء الباكستاني شهيد خاقان عباسي دعم بلاده جهود أفغانستان لمحادثات سلام مع حركة «طالبان» التي توعدت ب «انتقام شديد»، رداً على غارة أفغانية استهدفت مدرسة دينية. وكان عباسي يتحدث عشية توجّهه إلى كابول، في زيارة رسمية هي الأولى له منذ توليه منصبه العام الماضي، تلبيةً لدعوة من الرئيس الأفغاني أشرف غني، يناقش خلالها ملفات، بينها تخفيف التوتر بين الجارتين، وتسهيل المحادثات بين كابول و «طالبان». وقال خلال مؤتمر لمكافحة الإرهاب في إسلام آباد: «نؤيّد السلام في أفغانستان». ووصف اتهامات لبلاده بأنها لا تبذل ما يكفي للحدّ من وجود متشددين على أراضيها، بأنها «معيبة»، وزاد: «لا أحد يريد السلام في أفغانستان أكثر من باكستان، لأننا أكثر المتضررين» من الإرهاب. وأكد جواد فيصل، نائب الناطق باسم الرئيس التنفيذي لأفغانستان عبدالله عبدالله، أن باكستان تدعم محادثات مع «طالبان»، واعتبر أن زيارة عباسي ستساهم في تحسين العلاقات المضطربة بين البلدين. وكانت باكستان أشادت بمبادرة غني للسلام من دون شروط، وعرضه الاعتراف ب «طالبان» حزباً سياسياً. ولم تردّ الحركة على العرض، مكررةً مطالبتها بمحادثات مع الولاياتالمتحدة. إلى ذلك، توعدت «طالبان» ب «انتقام شديد»، رداً على غارة أفغانية على مدرسة دينية في مدينة داشتي أرشي التي تسيطر عليها، أسفرت عن مقتل عشرات، معظمهم أطفال. ودانت «بأشد العبارات جريمة كبرى، وتعهدت انتقاماً شديداً من مرتكبيها». وكانت الحكومة والجيش في أفغانستان أكدا أن الغارة استهدفت «مركز تدريب» لما يُعرف ب «الوحدة الحمراء» (القوات الخاصة) ل «طالبان» في ولاية قندوز، شمال شرقي البلاد، فيما أعلنت الأممالمتحدة أنها تحقق في «تقارير مقلقة» عن خسائر فادحة بين المدنيين، إثر الغارة. وأشارت مصادر أمنية أفغانية إلى مقتل حوالى 59 شخصاً، بينهم قادة في «طالبان»، فيما أكد ناطق باسم وزارة الدفاع أن «18 من أبرز قادة طالبان قُتلوا في الغارة، وجُرح 12 آخرون».