تسبب مقطع يظهر فيه شاب سعودي يتشاجر مع طبيب، يبدو من هيئته أنه مقيم، قبل أن يسدد له طعنة بسكين، استفزاز السعوديين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة الحدود الشمالية أوضحت حقيقته في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». وقالت «صحة الحدود الشمالية» إن «ما يتم تداوله من مقطع فيديو لطعن طبيب في مستشفى عرعر المركزي غير صحيح .إنما هي إحدى الفرضيات التي تنفذها صحة الشمالية بشكل دوري تحت مسمى الاعتداء على ممارس صحي على رغم ندرة حدوثها»، مبينة أن هدفها «تعريف الكادر الصحي بشكل عملي عن كيفية التعامل مع تلك الحالات». وبددت «صحة الحدود الشمالية» ما كان يعتقده من شاهد المقطع من كونه حقيقي، خصوصاً أن منشآت صحية عدة شهدت حوادث اعتداء على كوادر طبية، وصل فيها البعض إلى الطعن وإطلاق النار، أو مجرد الضرب والعنف اللفظي. وألقت الأجهزة الأمنية في المدينةالمنورة القبض أخيراً، على شاب اعتدى على طبيب يعمل في مستشفى الملك فهد العام، باستخدام آلة حادة. فيما باشرت التحقيق مع المعتدي، لمعرفة أسباب اعتدائه على الطبيب المعالج. وأوضحت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة في بيان صحافي حينها أن «الجهات الأمنية قبضت على أحد مرافقي المرضى المنومين في مستشفى الملك فهد العام في المدينة، إثر إقدامه على طعن طبيب سعودي بآلة حادة، ما تسبب في حدوث نزف بيده اليمنى، وتم نقله إلى طوارئ المستشفى لإيقاف النزف، ومنها إلى غرفة الجراحات لإجراء الجراحة اللازمة». وشهد مركز الجنينة الصحي شمال محافظة بيشة محاولة اعتداء بحسب مقطع مصور تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي. وأظهر المقطع تهجم شبان على المركز ما نتج منه «فوضى عارمة»، ومحاولة أحدهم كسر أحد الأبواب للوصول إلى طبيب عربي، إثر خلافه مع مراجع من أقارب المهاجمين، بحسب ما تداول ناشطون على مواقع التواصل، ثم ظهرت الشرطة في المكان وسط تجمهرٍ من المتخاصمين. ومن بين الاعتداءات، إطلاق رجل النار على طبيب نساء وولادة (عربي) قام بتوليد زوجته في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض. وأكد الناطق الرسمي لشرطة منطقة الرياض العقيد فواز الميمان، إيقاف المتورط في القضية. وأوقفت شرطة منطقة حائل العام 2015 مواطناً (في العقد الثاني)، بعد اعتدائه على طبيب مناوب في مركز الرعاية الصحية الأولية في مدينة تربة (200 كيلومتر شمال شرق حائل)، بآلة حادة تسببت بإصابته بكسر مضاعف في عضده اليمنى، ما استدعى تحويله إلى مستشفى الملك خالد العام لإجراء جراحة له وتنويمه. وتعرض طبيب سعودي يعمل في مستشفى أبو عريش العام إلى الاعتداء، إذ وجد ملقى على الأرض داخل موقف السيارات في مبنى المستشفى، وكان مقيداً بالحبال في كلتا يديه وقدميه، وتم وضع شريط لاصق على فمه، وبه علامات تدل على تعرضه للضرب الشديد، وعلى الفور أُجريت له الإسعافات الأولية اللازمة، وتم نقله إلى قسم الطوارئ في المستشفى. ومن الاعتداءات أيضاً ما قام به مواطنون سعوديون في مستشفى تيماء العام بالتهجم والاعتداء على طبيب مقيم ومساعد صحي يعملان في المستشفى وتلفظا على الطبيب بالكلام، ومن ثم الاعتداء عليه وعلى أحد المساعدين الصحيين له، ما أدى إلى القبض على الجانيين بشكل فوري. فيما أقدم مرافق مريض في مستشفى الملك فهد العام على طعن طبيب سعودي بآلة حادة في يده، ما تسبب في حدوث نزيف نقل إثره إلى طوارئ المستشفى لإيقافه ومنها إلى غرفة العمليات لإجراء جراحة، على خلفية شجار بينهما، وتم القبض عليه من الجهات الأمنية في ما بعد. ودانت «الصحة» الاعتداءات التي تتعرض له الكوادر الطبية، مشددة على متابعتها القضايا حتى يتم إيقاع العقوبة على المعتدين، مؤكدة في الوقت ذاته أن الاعتداء على الممارسين الصحيين «خط أحمر». وكانت الوزارة وافقت في أيلول (سبتمبر) الماضي، على توصية قدمتها المبادرة الوطنية للوقاية من السلوك العدواني داخل المنشآت الصحية برفع مستوى الاعتداء على العاملين الصحيين إلى مرتبة «جريمة كبرى». وكشفت المبادرة الوطنية للوقاية من السلوك العدواني داخل المنشآت الصحية (مسالم) العام الماضي، تعرض 67.4 في المئة من العاملين الصحيين إلى اعتداءات، منهم 24 في المئة أطباء، و76 في المئة ممرضين، وذلك نقلاً عن دراسة ل«المجلة الطبية السعودية». وذكرت «مسالم» في تغريدة على حسابها في «تويتر»، أن الإساءات تنوعت بين «لفظية» بنسبة 81 في المئة، و«جسدية» ب10 في المئة، ومعاً تسعة في المئة. وتفاوتت مبرراتها من جانب المعتدين بين «الإهمال» و«المعاملة السيئة»، وحتى «الغيرة» وغيرها. وسُجلت أعلى نسبة سلوك عدواني في المنشآت الصحية من فئة الزوار والأقارب ب49 في المئة، تليها المرضى 41 في المئة، والعاملين 10 في المئة.