التحق طبيب سعودي يعمل في أحد مستشفيات المدينةالمنورة بقائمة طويلة من العاملين في المنشآت الصحية الذين تعرضوا إلى اعتداء من مرضى ومراجعين، فيما اعتبرت وزارة الصحة الممارسين الصحيين «خطاً أحمر»، إلا أن هذه الحوادث تكررت بشكل لافت في الأعوام الأخيرة، مثيرة الجدل في شأن شدة الحراسات الأمنية على المستشفيات، وتساؤلات حول حقوق الأطباء ودوافع المعتدين. وألقت الأجهزة الأمنية في المدينةالمنورة القبض على المعتدي على طبيب مستشفى الملك فهد العام، والذي استخدم بآلة حادة. فيما باشرت التحقيق مع المعتدي، لمعرفة أسباب اعتدائه على الطبيب المعالج. وأوضحت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة في بيان صحافي أن «الجهات الأمنية قبضت على أحد مرافقي المرضى المنومين في مستشفى الملك فهد العام في المدينة، يوم الخميس الماضي، إثر إقدامه على طعن طبيب سعودي بآلة حادة، ما تسبب في حدوث نزف بيده اليمنى، وتم نقله إلى طوارئ المستشفى لإيقاف النزف، ومنها إلى غرفة الجراحات لإجراء الجراحة اللازمة». ودانت «الصحة» الاعتداء الذي تعرض له الطبيب، مشددة على متابعتها القضية حتى يتم إيقاع العقوبة على المعتدي، مؤكدة في الوقت ذاته أن الاعتداء على الممارسين الصحيين «خط أحمر». وكانت الوزارة وافقت في أيلول (سبتمبر) الماضي، على توصية قدمتها المبادرة الوطنية للوقاية من السلوك العدواني داخل المنشآت الصحية برفع مستوى الاعتداء على العاملين الصحيين إلى مرتبة «جريمة كبرى». وأشار مغردون في تعليقاتهم حول الحادثة في وسم أطلق باسم «الاعتداء على الممارس الصحي جريمة»، إلى أن «الاعتداءات ستستمر في حال لم يتم توفير حراسة أمنية مشددة على المستشفيات، إلى جانب استقطاب أشخاص أكفاء قادرين على تحمل المسؤولية وحماية المنشأة وموظفيها». ورأى البعض أن حماية الكادر الطبي «مسؤولية عظيمة»، وهي حق من حقوقهم ويجب «عدم التهاون بها تحت أي ظرف»، مطالبين بتشديد الحراسات الأمنية في جميع مستشفيات المملكة، وخصوصاً أقسام الطوارئ. فيما طالب آخرون بالتحقيق في ملابسات الحادثة، مشيرين إلى «احتمال وقوع الحق على الطبيب، ما دعا إلى استفزاز المعتدي واستخدام العنف»، وفي المقابل اختلف آخرون في أن «استخدام العنف لا يبرر أبداً من أي شخص، أو مجرد التلفظ على الأطباء أو العاملين». وشهدت المنشآت الصحية حوادث اعتداء على أطباء خلال السنوات الماضية، وتطوّر الأمر في بعضها إلى استعمال السلاح والشروع في القتل. وتواصل مشهد الاعتداءات مع مطلع عام 2017، وشهد مركز الجنينة الصحي شمال محافظة بيشة محاولة اعتداء بحسب مقطع مصور تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي. وأظهر المقطع تهجم شبان على المركز ما نتج منه «فوضى عارمة»، ومحاولة أحدهم كسر أحد الأبواب للوصول إلى طبيب عربي، إثر خلافه مع مراجع من أقارب المهاجمين، بحسب ما تداول ناشطون على مواقع التواصل، ثم ظهرت الشرطة في المكان وسط تجمهرٍ من المتخاصمين. ومن بين الاعتداءات، إطلاق رجل النار في أيار (مايو) الماضي، على طبيب نساء وولادة (عربي) قام بتوليد زوجته في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض. وأكد الناطق الرسمي لشرطة منطقة الرياض العقيد فواز الميمان، إيقاف المتورط في القضية. وأوقفت شرطة منطقة حائل عام 2015 مواطناً (في العقد الثاني)، بعد اعتدائه على طبيب مناوب في مركز الرعاية الصحية الأولية في مدينة تربة (200 كيلومتر شمال شرق حائل)، بآلة حادة تسببت بإصابته بكسر مضاعف في عضده اليمنى، ما استدعى تحويله إلى مستشفى الملك خالد العام لإجراء جراحة له وتنويمه. وكشفت المبادرة الوطنية للوقاية من السلوك العدواني داخل المنشآت الصحية (مسالم) العام الماضي، تعرض 67.4 في المئة من العاملين الصحيين إلى اعتداءات، منهم 24 في المئة أطباء، و76 في المئة ممرضين، وذلك نقلاً عن دراسة ل«المجلة الطبية السعودية». وذكرت «مسالم» في تغريدة على حسابها في «تويتر»، أن الإساءات تنوعت بين «لفظية» بنسبة 81 في المئة، و«جسدية» ب10 في المئة، ومعاً تسعة في المئة. وتفاوتت مبرراتها من جانب المعتدين بين «الإهمال» و«المعاملة السيئة»، وحتى «الغيرة» وغيرها. وسُجلت أعلى نسبة سلوك عدواني في المنشآت الصحية من فئة الزوار والأقارب ب49 في المئة، تليها المرضى 41 في المئة، والعاملين 10 في المئة.