أبلغ ضابطان من الجيشين الروسي والسوري اليوم (الثلثاء)، المعارضة السورية في القلمون الواقعة في شمال شرقي دمشق، بأنه يتعين عليها قبول حكم الدولة أو الرحيل عن المنطقة أو اللجوء إلى الحل العسكري، وفق ما أعلن الناطق باسم «جماعة الشهيد أحمد العبدو» سعيد سيف. وقال الناطق أن «الإنذار الموجه إلى فصائل المعارضة في القلمون الشرقي تسلمه مدنيون من المنطقة خلال اجتماع مع كولونيل روسي وضابط من الاستخبارات الجوية السورية». وأضاف سيف: «رسالة واضحة أرسلت إلى فصائل الجيش الحر في المنطقة، إما تسليم السلاح للحكومة السورية كما يسميها الروس، أو مغادرة القلمون الشرقي». وخيّرت روسيا المعارضة بين ثلاثة خيارات إما تسليم السلاح والتسوية، أو الخروج من المنطقة، أو اللجوء إلى الخيار العسكري وبدء معركة لإخراجها منها. وانقسم «الجيش الحر» بين القبول بشروط روسيا وبين الرافض لها والقتال، وفق ما أعلن موقع «عنب بلدي». وكانت المعارضة أصدرت بيانا أمس أعلنت فيه «تشكيل قيادة موحدة تنضوي تحتها جميع التشكيلات العسكرية، وينبثق عنها قائد عام وغرفة عمليات مشتركة، ومكتب سياسي من مهماته إدارة ملف التفاوض». وحدد البيان خمسة ثوابت تتعلق ب «الحرص على سلامة المنطقة ورفض التهجير القسري، إضافة إلى التفاوض مع الطرف الآخر في ما يخص مستقبل المنطقة»، وفق ما أفاد الموقع. وتبعد المنطقة من دمشق مسافة 40 كيلومتراً باتجاه الشرق، وهي منفصلة عن الغوطة الشرقية الملاصقة تماماً للعاصمة، والتي أخرجت منها القوات الحكومية المدعومة من روسيا، المعارضة. ويخضع القلمون الشرقي لسيطرة فصائل معارضة، أبرزها «جيش تحرير الشام» و «جيش الإسلام» و «جماعة الشهيد أحمد العبدو»، و «أسود الشرقية»، ويدخل في هدنة مع قوات الأسد منذ عامين. ويضم جيب المعارضة في القلمون الشرقي بلدات عدة ومساحة من الأراضي الصحراوية. وأشار سيف إلى أن المعارضة قدمت اقتراحاً ينسحب بمقتضاه المسلحون من البلدات إلى المناطق الجبلية، وأن يبقى المدنيون وتنتظر رد روسيا، مؤكداً أن الهدف هو «تجنب التهجير القسري للسكان» الذي وقع في مناطق أخرى استعادتها القوات الحكومية.