أعلن الكرملين أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اقترح على نظيره الروسي فلاديمير بوتين عقد قمة في البيت الأبيض، قبل طرد عشرات من الديبلوماسيين روس من الولاياتالمتحدة. وكان ترامب اتصل في 20 آذار (مارس) الماضي ببوتين، لتهنئته بإعادة انتخابه. وقال الرئيس الأميركي آنذاك إنهما «قد يلتقيان في مستقبل غير بعيد». أتى ذلك قبل طرد واشنطن 60 ديبلوماسياً أميركياً، اعتبرتهم «جواسيس»، وإغلاقها قنصلية روسية، وردّت موسكو بالمثل، في إطار «حرب» طاولت حوالى 300 ديبلوماسي من نحو 25 دولة، بعدما اتهمت لندنموسكو بتسميم العميل المزدوج الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا بغاز للأعصاب. وأعلنت الخارجية الروسية أمس طرد ديبلوماسي من مونتينيغرو، رداً على طردها ديبلوماسياً روسياً. وقال يوري يوشاكوف، مستشار السياسة الخارجية لبوتين: «عرض ترامب عقد اللقاء في البيت الأبيض في واشنطن». واستدرك: «بعد ذلك حدث خرق جديد في علاقاتنا الثنائية، إذ طُرد الديبلوماسيون. وفي ضوء تلك الأحداث، تصعب مناقشة احتمال عقد قمة». وأعرب عن أمل بأن تستأنف موسكووواشنطن «حواراً جدّياً وبنّاءً». وأقرّت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز بأن الرئيسين ناقشا عقد «لقاء ثنائي في مستقبل قريب، في أماكن بينها البيت الأبيض»، فيما اعتبر مسؤول بارز في الإدارة الأميركية أن «من مصلحة» موسكو جعل هذه الدعوة علنية، مع تدهور العلاقات بين الجانبين. في السياق ذاته، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تسميم سكريبال «قد يكون لمصلحة الحكومة البريطانية التي كانت في وضع غير مريح، لجهة عجزها عن إيفاء وعودها للناخبين في شأن شروط» الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وأضاف: «قد يكون ذلك أيضاً لمصلحة أجهزة الاستخبارات البريطانية، المعروفة بقدرتها على التحرّك مع تصريح بالقتل». ورأى أن بريطانياوالولاياتالمتحدة «فقدتا صوابهما وتلعبان مثل أطفال»، واتهمهما ب «الافتقار إلى أبسط قواعد اللياقة» و «تجاوز كل الحدود واللجوء إلى أكاذيب سافرة وتضليل إعلامي واضح وصريح». وشدد على أن لدى روسيا «تساؤلات كثيرة» في هذا الملف، وزاد: «نردّ على ذلك بهدوء، ونصرّ على أن أي اتهامات أو ادعاءات يجب أن تكون معززة بقرائن».