طرابلس، بنغازي، سوتشي (روسيا) - رويترز، أ ف ب - أعلن ناطق باسم الحكومة الليبية أمس الإثنين أن مسؤولين من حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي اجتمعوا في عواصم أجنبية مع شخصيات من المعارضة للتوصل إلى حل سلمي للأزمة. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت المفاوضات تمت بعلم أو تأييد المجلس الوطني الانتقالي المعارض. وتقول معظم البلدان الغربية إن المجلس هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي (ألغت وكالة «رويترز» خبراً بثته الأحد بعنوان «تركيا تقطع العلاقات الديبلوماسية مع حكومة القذافي» لاحتوائه على «معلومات خاطئة»). وقال موسى إبراهيم في بيان أرسل بالبريد الالكتروني إن المفاوضات مع المعارضة أُجريت في إيطاليا ومصر والنرويج بحضور ممثلين لحكومات تلك الدول وإنها ما زالت مستمرة. وذكر البيان أن أحد الاجتماعات عُقد في روما بين مسؤولين في الحكومة وعبدالفتاح يونس العبيدي وزير داخلية القذافي السابق الذي انشق وانضم إلى المعارضة في شباط (فبراير) الماضي. وقال مسؤولون ليبيون في السابق إنهم يجرون محادثات مع المعارضة لكن هذه هي المرة الأولى التي يعلنون فيها تفاصيل وأسماء الشخصيات التي يتباحثون معها. وفي الموضوع ذاته، أكد رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل في بنغازي أمس أن لا مجال لبقاء الزعيم الليبي معمر القذافي في ليبيا، على رغم إقراره بأنه تم في السابق عرض ذلك عليه. وقال عبدالجليل في بيان: «لا مجال، لا الآن ولا في المستقبل، لبقاء القذافي في ليبيا»، مؤكداً أن ليس أمامه سوى خيار واحد وهو «التخلي عن السلطة والمثول أمام العدالة». وكان عبدالجليل كشف الأحد في مقابلة صحافية تقديم عرض بقاء القذافي في ليبيا إذا تخلى عن السلطة. لكن بيانه التوضيحي هدف على ما يبدو إلى تأكيد أن العرض لم يعد سارياً كونه قُدّم قبل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكّرة توقيف في حق القذافي بتهمة التورط في جرائم ضد الإنسانية. وهيمنت ليبيا على جزء كبير من المحادثات التي أُجريت في سوتشي (روسيا) بين القيادة الروسية ومسؤولي حلف شمال الأطلسي (الناتو). ودافع أمين الأطلسي أندرس فو (فوغ) راسموسن عن عملية الحلف في ليبيا على رغم اتهامات روسية بأن الحلف يشن غاراته الجوية في تجاوز للتفويض الممنوح من الأممالمتحدة لحماية المدنيين. وتحدث راسموسن خلال استراحة من الاجتماع الذي دار بين حلف الأطلسي والمجلس الروسي في منتجع سوتشي على البحر الأسود حيث التقى الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أيضاً برئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما لبحث الأوضاع في ليبيا. ويبحث الزعماء الدوليون كيفية انهاء الحرب في ليبيا التي يقاوم فيها القذافي على رغم الغارات الجوية المستمرة منذ ثلاثة أشهر مطالب بالتنازل عن السلطة في مواجهة المعارضة التي تهدف إلى إنهاء حكمه المستمر منذ 41 عاماً. وامتنعت روسيا عن التصويت على قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في آذار (مارس) والذي سمح بالتدخل العسكري لحماية المدنيين. وانتقدت عملية حلف شمال الاطلسي لكنها انضمت أيضاً إلى دول غربية في دعوة القذافي إلى التنازل عن السلطة. وقال الرئيس الروسي مدفيديف خلال اجتماع مع راسموسن ومبعوثين من دول حلف شمال الاطلسي: «نتطلع إلى مستقبل ليبيا عملياً ويرغب الجميع بالطبع في أن تكون ليبيا دولة حديثة وديموقراطية ذات سيادة». ووصف مدفيديف الذي أبدت بلاده قلقاً من زيادة مشاركة حلف الاطلسي في الصراعات في الخارج، الأزمة الليبية بأنها اختبار حاسم للمفهوم الاستراتيجي الجديد الذي يتبناه الحلف. ومنذ نهاية المواجهة بين حلف شمال الأطلسي وموسكو ابان الحرب الباردة يجري الحلف تعديلات على مهماته. وأكد الكرملين تأييده جهود السلام التي يقوم بها الاتحاد الافريقي والأممالمتحدة. وقال راسموسن للصحافيين: «أبدى الجانب الروسي قدراً من القلق في ما يتعلق بعملياتنا في ليبيا. أكدنا أننا سننفذ هذه العملية بالالتزام الشديد بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». وتابع: «حصلنا على تفويض لاتخاذ كل السبل اللازمة لحماية المدنيين من الهجمات وحتى الآن نجحنا جداً في حماية المدنيين». وعندما سئل عما إذا كان اعلان المعارضة أن من الممكن أن يبقى القذافي في ليبيا تحت الاشراف الدولي في حالة تخليه عن السلطة، لم يذكر راسموسن موقفاً رسمياً للحلف بخصوص هذ العرض. وأردف قائلاً: «الشعب الليبي هو الذي يمكنه التوصل إلى حل سياسي للمشكلات في ليبيا ويمكن أن يساعده في ذلك المجتمع الدولي وأود أن أؤكد أن الحل الوحيد المقبول هو الاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب الليبي ورؤية تقدم في التحول إلى ديموقراطية كاملة». وعرض الاتحاد الافريقي يوم الجمعة اجراء محادثات بين الحكومة الليبية والمعارضة، وقال زوما في ذلك الوقت إن المحادثات ستبدأ عما قريب في أديس أبابا العاصمة الإثيوبية حيث يوجد مقر الاتحاد الافريقي. وخلال اجتماع مع ميدفيديف قال زوما إنه يريد أن يوضح «ما الذي يفكر فيه الاتحاد الافريقي... ما هي خطة الاتحاد الافريقي» بشأن ليبيا. وأشار إلى أن مقابلة ممثلين من حلف شمال الاطلسي ستكون مفيدة أيضاً، قائلاً إنه يمكن أن يوضح «رأي الاتحاد الافريقي بشأن ما الذي يمكن أن يفعله المجتمع الدولي وحلف شمال الأطلسي على وجه الخصوص».