توجه رئيس أركان الجيش السوداني الفريق عصمت عبدالرحمن أمس إلى مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان لمتابعة العملية العسكرية الجارية هناك «وتنفيذ الأوامر الرئاسية بملاحقة المتمردين وتقديمهم للعدالة». ورافقته قيادات كبيرة في الجيش بينها مسؤول هيئة العمليات المشتركة. ونقل «المركز السوداني للخدمات الصحافية» القريب من الحكومة، عن مصدر عسكري أن زيارة رئيس الأركان لجنوب كردفان «تأتي في إطار التوجيهات الواضحة الأخيرة من القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير عمر البشير، والخاصة بأهمية بسط الأمن والاستقرار في المنطقة، وملاحقة المتمردين وتقديمهم للعدالة». وكان الرئيس السوداني أصدر أوامر للجيش عقب عودته من زيارة مثيرة للجدل إلى الصين، بمواصلة العمليات العسكرية في جنوب كردفان ووصفه نائب رئيس «الحركة الشعبية لتحرير السودان» في الشمال عبدالعزيز الحلو ب «المتمرد المجرم»، ما اعتبر نقضاً للاتفاق الموقع بين الخرطوم و «الحركة الشعبية» في أديس أبابا الأسبوع الماضي. ويأتي ذلك في خضم جدل في «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم في شأن اتفاق أديس أبابا الذي سمح ل «الحركة الشعبية» بإنشاء حزب في شمال البلاد بعد انفصال الجنوب، كما شمل بعض الترتيبات العسكرية لقوات الحركة في الشمال. وهاجم رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة الاتفاق الذي وقعه نيابة عن الحكومة مساعد الرئيس السوداني الدكتور نافع علي نافع، واعتبر قيام حزب ل «الحركة الشعبية» بعد التاسع من تموز (يوليو) الجاري موعد إعلان انفصال الجنوب «خيانة للدين والوطن». في المقابل، دافعت «الحركة الشعبية» عن الاتفاق، واتهمت جهات لم تسمها بالعمل على إجهاضه وإرجاء التوقيع على وقف الأعمال العدائية في جنوب كردفان. وشدد رئيس «الحركة الشعبية» في شمال السودان والي النيل الأزرق مالك عقار في مؤتمر صحافي على بقاء حزبه في الشمال «وعدم أخذ الإذن من أحد». وقال إن «الحركة باقية ما بقي الشمال لأنها حركة دستورية ومسجلة وفقاً للقانون... وعلى الحركة في الجنوب أن توفق أوضاعها وليس نحن». وأكد عقار استئناف التفاوض بين الأطراف اليوم في أديس أبابا «لوضع خريطة طريق لمستقبل السودان بدل الانشغال بالحرب». وشدد على أن «التفاوض بين الحركة والمؤتمر الوطني ليس ثنائياً»، متعهداً «توسيع دائرته لأن القضايا المطروحة قومية». واعتبر الأمين العام للحركة ياسر عرمان الاتفاق «اتفاق الفرصة الأخيرة حتى لا تنزلق البلاد في داء الجنوب القديم»، مستنكراً «حملة الاستهداف التي طالت الحركة لرفضها الحرب... الأسلم أن تجد الحركة الإشادة بعد أن برهنت أنها ضد الحرب». إلى ذلك، دعا «حزب المؤتمر الشعبي» المعارض الذي يتزعمه الدكتور حسن الترابي الحكومة إلى عدم الزج بالقوات المسلحة في حروب مع جنوب السودان لإرضاء أمزجة أشخاص ومتنفذين داخل «المؤتمر الوطني». وشدد على أن «المرحلة المقبلة تتطلب الترتيب لانتفاضة شعبية بمشاركة الجميع من دون الانتظار على الرصيف أملاً بإحداث التغيير بواسطة آخرين». ورأى أن «الحريات الأربع التي أتاحتها الحكومة شمالاً مع مصر أولى بها مواطنو جنوب السودان باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من الوطن».