غزة، أثينا - أ ف ب، رويترز - حاولت الحكومة اليونانية الأحد تهدئة الناشطين المؤيدين للفلسطينيين منظمي «اسطول الحرية 2» لمساعدة غزة، الذين منعتهم من الإبحار الى القطاع من موانئها واعتقلت قبطان احدى السفن، وعرضت عليهم وعلى السلطة الفلسطينية ان تقوم بايصال المساعدات «عبر القنوات القائمة»، فيما قال رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية ان سكان غزة تمكنوا من تجاوز سنوات «الحصار الظالم» الذي تفرضه اسرائيل على القطاع منذ خمس سنوات. وجاء في بيان للخارجية اليونانية ان أثينا «تقترح القيام بنقل المساعدة الانسانية عبر سفن يونانية او وسائل اخرى ملائمة عبر القنوات القائمة» كما طلبت الاممالمتحدة. وتحاول اثينا جاهدة رد اتهامات وجهها اليها الناشطون بأنها تساهم في الحصار الاسرائيلي لغزة من خلال منع الاسطول من الابحار. وقالت الخارجية اليونانية ان اثينا «تركز اساساً على حماية الارواح البشرية». وأوضحت ان الحظر اليوناني فرض بسب مخاوف أمنية وتماشياً مع طلب للامم المتحدة وتوصيات من الاتحاد الاوروبي. وذكر بيان للأمم المتحدة ان الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون تحدث هاتفياً مع وزير الخارجية اليوناني ستافروس لامبرينديس الاحد أيد خلاله مبادرة اليونان نقل المساعدات الانسانية الى غزة من خلال قنوات عادية موجودة بالفعل. واضاف البيان ان ذلك من وجهة نظر بان «قد يساعد على تخفيف التوترات في المنطقة ويضمن إيصال المساعدات المطلوبة بشدة الى الذين يحتاجونها في غزة». وأجرى رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو الاحد محادثة هاتفية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعرض عليه اقتراحاً بأن تتولى اليونان نقل المساعدة الموجودة في الاسطول، بحسب بيان للحكومة اليونانية. وأشار باباندريو الى ان ذلك سيتم «بالتعاون مع الأممالمتحدة والسلطات المختصة» و»باتصال دائم مع السلطة الفلسطينية». وبحسب بيان الحكومة اليونانية فإن عباس «اعتبر الاقتراح ايجابياً، وعبّر عن دعمه» له. وانتقد ناشطو الاسطول المكون من عشر سفن، باباندريو بعد ان اعترضت سفينة تابعة لخفر السواحل اليونانيين وعلى متنها رجال مسلحون وملثمون الجمعة السفينة الاميركية «اوداسيتي اوف هوب» (جراة الامل) التي كانت تحاول الابحار على رغم منعها. واتهم ناشطون رئيس الوزراء اليوناني بأنه «باع ضمير اليونان». وقال خفر السواحل اليوناني ان قائد السفينة جون كلوزماير (60 عاماً) اعتقل لعدم حصوله على تصريح بالابحار ولتعريض الركاب لخطر محتمل، وسيمثل أمام محكمة اليوم الثلثاء لمواجهة اتهامات جنائية. وبدأ أفراد طاقم السفينة الاميركية الاحد اضراباً عن الطعام امام سفارة الولاياتالمتحدة في اثينا ودعوا الحكومة الاميركية الى «الدفاع عن الحق في الإبحار انطلاقاً من اليونان» واتهموا الحكومة اليونانية بالرضوخ الى موقف واشنطن التي لا تريد إبحار الاسطول الى غزة. وتظاهر ناشطون اميركيون انضم اليهم ركاب فرنسيون ويونانيون ودنماركيون، امام البرلمان اليوناني. وهتف مئة شخص «دعونا نرحل» و «غزة نحن قادمون» ملوحين بلافتات تندد بموقف اليونان. وكان من المقرر ان تغادر القافلة قبل اسبوع على الاقل، وتضم سفن بضائع وركاباً وتحمل متطوعين من دول منها الولاياتالمتحدة وكندا وفرنسا وأسبانيا. وقال المنظمون ان عشر سفن تحمل نحو 350 متطوعاً جاهزة للمشاركة. لكن معظم السفن اوقف في موانئ في كريت وكورفو أو اثينا. وتفيد رسائل تصل الى موقع «تويتر» الاجتماعي من صحافيين كانوا يعتزمون الانضمام للرحلة بأن البعض بدأ يتخلى عن فكرة المشاركة من منطلق الشعور بالاحباط. على صعيد آخر، قال اسماعيل هنية الاثنين ان سكان قطاع غزة تمكنوا من تجاوز سنوات «الحصار الظالم» الذي تفرضه اسرائيل على القطاع منذ خمس سنوات. وأكد في تصريحات له في مخيم بقطاع غزة «طوينا سنوات الحصار الظالم بصمودنا وتضحياتنا». واضاف هنية خلال افتتاح عدد من المشاريع في مخيم النصيرات وسط القطاع: «اننا اليوم في مرحلة بعد الحصار وطوينا سنوات الحصار الظالم بصمودنا وتضحياتنا. واليوم نقدم صورة التحدي بأن شعبنا اكبر من الحصار وأكبر من الاحتلال وأكبر من جلاده، وان شعبنا قادر على الابداع ولا أحد يستطيع كسر ارادته». وتابع هنية: «نحن اليوم في ثورة عمرانية. فبعض المؤسسات الدولية كانت تشترط أن تكون مواد البناء المستخدمة في المشاريع التي ستقوم برعايتها مواد رسمية ودخلت بطريقة قانونية، ولكنها بعد ان رأت العمران في غزة اضطرت إلى الرضوخ والى التعامل مع عجلة العمران». وفرضت اسرائيل حصاراً على قطاع غزة عام 2006 وشددته في منتصف 2007 بعدما سيطرت «حماس» على السلطة في القطاع إثر طردها القوات الموالية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. ومنذ عام 2007 اعتمد سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة، اساساً على شبكة من الانفاق تحت الارض في منطقة رفح لتهريب معظم احتياجاتهم.