توالت ردود الفعل اللبنانية على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس، محذرة من نسفه عملية السلام ومن انعكاسه على لبنان توطيناً للفلسطينيين بسبب رفضه حق عودة اللاجئين. وحذر زعيم «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري من أن خطاب نتانياهو «يضع المنطقة في دوامة التصعيد مجدداً ويرسم خريطة الطريق الإسرائيلية للانقلاب على مساعي التسوية ومبادرات السلام الأمر الذي يرتب علينا في لبنان مسؤولية كبرى في ترسيخ التضامن الداخلي». وفيما ركزت ردود الفعل على ضرورة التضامن الداخلي، بدا أن السجال الداخلي حول مرحلة ما بعد الانتخابات لجهة استحقاقات انتخابات رئاسة البرلمان وهيئة مكتبه ثم تسمية رئيس الحكومة وتشكيلها، تراجع الى الأسبوع المقبل. ورجحت مصادر نيابية أن تُعقد أول جلسة نيابية للبرلمان في 25 الجاري، برئاسة رئيس السن النائب عبداللطيف الزين لانتخاب الرئيس نبيه بري، بينما استمرت مواقف مسيحيي قوى 14 آذار في الدعوة الى تفاهم على ألا يتم دعم بري في شكل أعمى. وتتوقع أوساط مراقبة أن تنشط الاتصالات في شأن موضوع الحكومة بعد أن تتبلور مواقف جميع الفرقاء، بموازاة اتصالات خارجية تجرى بعيداً من الأضواء لتسهيل التوافق على حكومة وحدة وطنية، بعدما انصرف الفرقاء كافة الى تقويم نتائج الانتخابات النيابية، خلال الأيام الماضية ليقرروا على أساس المراجعة التي قاموا بها للظروف الداخلية والإقليمية المحيطة بها، تموضعهم الجديد في المعادلة الداخلية. وفي سياق ما أفرزته نتائج الانتخابات عقد نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر الذي تحالف مع قوى 14 آذار في دائرة المتن الشمالي، واخترق مع سامي أمين الجميل لائحة «التيار الوطني الحر»، مؤتمراً صحافياً أعلن فيه أن لائحته ستتقدم بطعون أمام المجلس الدستوري بعد استكمال المستندات. وقال المر: «المتنيون يعرفون من تدخل في الانتخابات وستفاجأون بما سيتضمنه الطعن». وأوضح المر أن هناك شكوكاً في 50 في المئة من الأصوات الأرمنية، «وهل جاءت من بطاقات مزورة التي أحال وزير الداخلية الملف العائد إليها على النيابة العامة التمييزية؟». وطالب بإلغاء الأصوات المشكوك في صحتها. وأشار الى أن عدد هذه الأصوات هو 4371 صوتاً. وأكد المر أن حزب الطاشناق «رضخ لإرادة العماد ميشال عون ولم يعطوني أصواتهم بعد فوز مرشحهم بالتزكية» النائب هاغوب بقرادونيان. وبدا أن العلاقة التاريخية التي تجمع المر بحزب «الطاشناق» الأرمني تعرضت لشرخ كبير إذ قال: «سآخذ موقفاً منهم» وأنه رفض إعادة الاتصال من قيادة الحزب به. ورد بقرادونيان على المر بأنه سبق أن أبلغه قبل أسبوع من الانتخابات عن تململ في الشارع الأرمني ضده. وقال: «ما حدا يربّحنا جميلة انه لبناني أكثر منا فالطائفة الأرمنية ركن أساسي في هذا الوطن».