نفت جماعة جيش الإسلام المعارضة في الغوطة الشرقية أمس استعداد مقاتليها لإلقاء السلاح ومغادرة مدينة دوما. وقال محمد علوش المسؤول السياسي في جيش الإسلام: "خبر هذه الوكالة كذب وعار عن الصحة". وكانت وكالة الإعلام الروسية نقلت عن مسؤول بهيئة الأركان العامة في روسيا قوله إن مقاتلي المعارضة في دوما قرب العاصمة أبدوا استعدادهم لوقف القتال والمغادرة. وأضافت الوكالة نقلاً عن ستانيسلاف جادجيماجوميدوف أن الجماعة على اتصال بضباط روس ضالعين في المفاوضات وأن مسألة رحيلهم سيجري البت فيها على الأرجح في المستقبل القريب. في غضون ذلك، تتواصل عمليات إجلاء مقاتلي المعارضة والمدنيين من جنوب الغوطة استكمالاً لاتفاق إجلاء ترعاه روسيا، في وقت تستمر المفاوضات بشأن مصير دوما، آخر معقل للفصائل في المنطقة. وتوصلت روسيا تباعاً مع فصيلي حركة أحرار الشام في مدينة حرستا ثم فيلق الرحمن في جنوب الغوطة، إلى اتفاقين تم بموجبهما إجلاء آلاف المقاتلين والمدنيين إلى منطقة ادلب (شمال غرب)، في عملية من شأنها أن تحكم قبضة قوات النظام على كامل الغوطة بعدما باتت تسيطر على أكثر من 90 % منها. وأكد الناطق باسم فيلق الرحمن وائل علوان أن عملية الاجلاء متواصلة من جنوب الغوطة بموجب الاتفاق مع الجانب الروسي، مضيفاً "لا توجد أعداد واضحة لدينا، المتوقع خروج سبعة آلاف من الثوار والعسكريين ومعهم أهاليهم وجزء من المدنيين، وقد يصل العدد إلى نحو ثلاثين ألفاً". وتشرف روسيا مباشرة على تنفيذ عملية الإجلاء منذ خروج الحافلات عبر ممر عربين. وتتوقف الحافلات بعد خروجها عند نقطة تجمع في حرستا، حيث ينتشر ضباط وعناصر روس وفق ما شاهد مراسل فرانس برس. ويستقل عنصر من الشرطة الروسية كل حافلة حتى وصولها الى مناطق سيطرة الفصائل في قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي. وتشكل خسارة الغوطة الشرقية التي حاصرتها قوات النظام بشكل محكم منذ 2013 واستهدفتها بهجوم عنيف منذ 18 فبراير، ضربة موجعة للفصائل المعارضة تعد الأكبر منذ خسارة مدينة حلب نهاية 2016. وأدى القصف الجوي والمدفعي في الغوطة إلى مقتل أكثر من 1600 مدني، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي كل عملية إجلاء، يتكرر المشهد في الغوطة الشرقية حيث لا يتمكن بعض الأهالي من حبس دموعهم وهم يهمون بالصعود إلى الحافلات وسط شوارع مملوءة بالركام وعلى جانبيها أبنية مهدمة وأخرى تصدعت واجهاتها أو طوابقها العلوية جراء كثافة القصف. وقبل التوصل إلى اتفاقات الإجلاء، تدفق عشرات الآلاف من المدنيين إلى مناطق سيطرة قوات النظام مع تقدمها ميدانياً داخل مناطق سيطرة الفصائل. وقدر النظام عدد الذين غادروا من بلدات ومدن الغوطة منذ نحو أسبوعين بأكثر من 107 آلاف مدني عبر الممرات الآمنة التي حددها. وبعد انتهاء عملية الإجلاء من جنوب الغوطة الشرقية، ستصبح دوما كبرى مدن الغوطة الشرقية، المعقل الأخير للفصائل قرب دمشق، وتحديداً جيش الإسلام الذي يجري مفاوضات مستمرة مع روسيا للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن المدينة. Your browser does not support the video tag.