أعربت إسرائيل عن عميق امتنانها لليونان «التي أدت المهمة» ومنعت قافلة السفن المتضامنة مع أهالي قطاع غزة المحاصرين منذ خمسة أعوام، من الإبحار. وفيما عزا وزير الدفاع ايهود باراك الخطوة اليونانية إلى «حقيقة إدراكها أن قطاع غزة مفتوح أمام البضائع»، اعتبرتها الصحف العبرية ثمرة من ثمار التحالف الاستراتيجي بين تل أبيب وأثينا المتعزز منذ الأزمة في العلاقات بين تركيا وإسرائيل. وحملت الصفحة الأولى لصحيفة «إسرائيل اليوم» الداعمة لرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو عنواناً من كلمتين: «شكراً لليونان»، فيما عنونت التقرير الموسع عن قيام قوة خفر السواحل اليونانية بمنع انطلاق القافلة من المرافئ اليونانية، بكلمات: «اليونان أدت المهمة». وقال باراك في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة أمس: «نرى تطوراً إيجابياً في كل ما يتعلق بقافلة السفن»، مضيفاً أن ما أثّر في قرار اليونان «هي حقيقة أنه بات واضحاً للكل أن قطاع غزة مفتوح أمام البضائع المدنية وان أسطول السفن ليس سوى استفزاز تحاول أن تستعين به جهات مثل حركة حماس». وأضاف أن سفناً «تعرضت إلى أعطال» وأن ثمة احتمالاً بأن تؤدي الأعطال إلى «إخراج الهواء من الأسطول وإفراغ هذا المشروع من مضمونه»، لكنه أضاف: «مع ذلك ينبغي الاستعداد لاحتمال أن تبحر السفن وأن لا يكون بد أمام إسرائيل سوى الدفاع عن حدودها». وكان نائب رئيس الحكومة وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعالون قال إن «ما حدث للسفن نتاج عمل الهيئة القيادية وبرامج الجيش الإسرائيلي». وأضاف أن اليونان وقبرص وتركيا «عملت على لجم القافلة... وهذا بفضل تحرك شامل جداً لوزارة الخارجية ومكتب رئيس الحكومة ووزارتنا». واقتبست صحيفة «إسرائيل اليوم» فقرة من التوراة تقول إن «أعمال الصديقين يصنعها آخرون»، في إشارة وإشادة بقيام السلطات اليونانية بالعمل الذي كان مفروضاً أن يقوم به كوماندوس البحرية الإسرائيلية، أي اعتراض السفن. وتابعت الصحيفة أن المستوى السياسي لم يخفِ ارتياحه من تطور الأمور، ونقلت عن مصادر في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية «أشارت على نحو خاص إلى التنسيق بين الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة وعدد من الدول الأوروبية المهمة واليونان طبعاً، لفرملة القافلة». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور: «يبدو أن المنظمين يعيشون في عالم من المغامرات والمؤامرات، حان الوقت كي يخبرهم شخص ما في شكل قاطع بوجوب الكف عن أحلام جيمس بوند وبالعودة الى الواقع». إلى ذلك، أفادت الصحيفة أن إسرائيل تتأهب لاحتمال أن تقوم منظمات مناصرة للفلسطينيين بإيفاد مندوبين عنها إلى تل أبيب في الثامن من الشهر الجاري للتظاهر في الطائرات التي تقلهم إلى إسرائيل. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن سلوك السلطات اليونانية «تتويج للعلاقات الاستراتيجية» المتطورة بين أثينا وتل أبيب في العامين الأخيرين، خصوصاً بعد تأزم العلاقات بين إسرائيل وتركيا، على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ثم الاعتراض الدموي لقافلة أسطول الحرية قبل 13 شهراً الذي أسفر عن مقتل تسعة أتراك. وأضافت الصحيفة أن نتانياهو تحادث هاتفياً مرات عدة خلال الأسبوع الماضي مع نظيره اليوناني و «صديقه» جورج باباندريو، وأنه نجح في المحادثة التي تمت الأربعاء الماضي في إقناعه بوجوب تدخل السلطات اليونانية لمنع انطلاق السفن من الموانئ اليونانية، بعدما أوضح له «أنه ليس معقولاً أن تمنع كل من تركيا وقبرص السفن من المغادرة بينما تسمح اليونان بذلك». وأضافت أن نتانياهو تلقى وعداً قاطعاً بذلك. واستذكرت الصحيفة التطورات الإيجابية في العلاقات مع أثينا خلال العام الماضي والصداقة التي تأسست بين نتانياهو وباباندريو. وأضافت إن تحسن العلاقات تمثل ضمن أشياء كثيرة في قيام إسرائيل ببيع أسلحة متطورة لليونان، وقيام الطائرات الإسرائيلية بتدريبات مشتركة مع اليونانية في سماء اليونان، و «غزو سياحي» إسرائيلي لليونان بعد أن أوقفت الطائرات الإسرائيلية رحلاتها إلى تركيا التي حملت في كل موسم نحو نصف مليون سائح إسرائيلي. وقال موظف إسرائيلي كبير إن منظمي قافلة السفن لم يأخذوا في حساباتهم أن «اليونان اليوم ليست اليونان السابقة في كل ما يتعلق بعلاقاتها مع إسرائيل، وهم يدفعون ثمن عدم إدراكهم هذه الحقيقة». وفي أثينا (أ ف ب)، صرح محامي قبطان سفينة أميركية جرى اعتراضها بعد محاولتها الإبحار الى غزة، أن موكله يحتجز «في ظروف مروعة» الأحد وأنه لم يتلق مساعدة قنصلية. وكانت السلطات اليونانية أوقفت القبطان جون كلازمر بعد محاولة سفينته «اوداسيتي أوف هوب» مغادرة المياه اليونانية الجمعة على رغم حظر السلطات اليونانية انطلاق السفن الى غزة. وفي غزة، دعت حكومة حركة «حماس» أمس اليونان الى السماح للأسطول بالانطلاق نحو قطاع غزة، وقال وزير الشؤون الخارجية والتخطيط محمد عوض في مؤتمر صحافي «نأسف لموقف اليونان الذي استجاب للضغط الدولي بمنع أسطول الحرية من الإبحار، ندعوها أن تعيد النظر في قرار المنع وأن تسمح له بالانطلاق».