أضرب ستة آلاف أسير ومعتقل فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي أمس عن الطعام ليوم واحد، احتجاجاً على سياسة الحكومة الإسرائيلية «العنصرية» في حقهم. وقال الأسير المحرر المختص في قضايا الأسرى عبد الناصر فروانة ل «الحياة» إن «الإضراب التحذيري جاء احتجاجاً على الأوضاع المأسوية التي يعيشها الأسرى في السجون الإسرائيلية، وخصوصاً القمع والعزل الانفرادي والتفتيش العاري وحرمانهم من الزيارة والإهمال الطبي المتعمد، وغيرها». وأضاف فروانة أن «الإضراب يأتي في ظل وضع بات ينذر بخطر على حياتهم، لا سيما بعدما شرعت حكومة الاحتلال في التضييق على الأسرى عملياً منذ عام 2009، وشددت إجراءاتها» في أعقاب إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو نية حكومته التضييق عليهم. ويشكل الإضراب وسيلة الأسرى الوحيدة تقريباً للتصدي لمصلحة السجون الإسرائيلية والدفاع عن حقوقهم الإنسانية ومكتسباتهم التي حققوها عبر أكثر من 40 عاماً من النضال. وكانت الحكومة الإسرائيلية أعدت قبل أسابيع قليلة مشروع قانون جديد أطلقت عليه «قانون شاليت» نسبة الى الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة غلعاد شاليت، وتهدف من ورائه الى حرمان المعتقلين من أبسط حقوقهم مثل زيارة ذويهم لهم، وحقهم في التعليم. وسبق أن طبقت «قانون المقاتل غير الشرعي» في حق الأسرى بما يقوض أبسط معايير العدالة الدولية. وكان آلاف المعتقلين نفذوا الخميس الماضي إضراباً عن الطعام احتجاجاً على دهم سجن «عسقلان» وقمعهم وإخضاعهم للعزل الانفرادي والتفتيش العاري. واستنكر «مركز الميزان لحقوق الإنسان» بشدة «استمرار وتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية المنظمة لحقوق المعتقلين الفلسطينيين»، وطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل و «إلزامها باحترام القانون الدولي، لا سيما احترام حق الأسرى في تلقي زيارات عائلية دورية، وضمان التزامها بمعايير الأممالمتحدة الدنيا لمعاملة السجناء الصادرة في عام 1955، والمعايير الدولية الأخرى ذات العلاقة، والعمل على ضمان الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين كافة». وأشار المركز الى أن عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يبلغ الآن حوالى ستة آلاف معتقل، بينهم 245 طفلاً و 37 امرأة و 180 معتقلاً إدارياً وثلاثة معتقلين ممن أعلنتهم إسرائيل «مقاتلين غير شرعيين» و 19 نائباً من حركة «حماس». تزامناً، نظم أهالي الأسرى اعتصامين في مدينتي غزة ورام الله أمس تضامناً مع الأسرى، ونددوا بالقمع الإسرائيلي وبالإجراءات الهادفة الى «النيل من معنوياتهم وصمودهم في وجه جلاديهم». وقرر عدد من النشطاء الشباب الإضراب عن الإطعام تضامناً مع الأسرى والمعتقلين.