أكد ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ضرورة أن تبقى القوات الأميركية في سورية، معتبراً ذلك «السبيل الوحيد لوقف تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة». وأشار إلى أن الرئيس بشار الأسد باق في سورية و «لكن أعتقد أن من مصلحة بشار ألا يدع الإيرانيين يفعلون ما يريدون». وقال الأمير محمد بن سلمان في تصريح نقلته مجلة «تايم» الأميركية على هامش زيارته الولاياتالمتحدة، إن القوات الأميركية يجب أن تبقى في سورية، على رغم التصريحات الأخيرة للرئيس دونالد ترامب، والتي قال فيها إن هذه القوات ستغادر «قريباً جداً»، إذ تنتشر قوات أميركية لدعم التحالف الدولي ضد «داعش». وأوضح ولي العهد موقف بلاده من ذلك، قائلاً: «نعتقد بأن القوات الأميركية يجب أن تبقى لفترة متوسطة على الأقل، إن لم يكن لفترة طويلة». وأشار إلى أن الوجود الأميركي في سورية «هو السبيل الوحيد لوقف تمدد نفوذ إيران في المنطقة بمساعدة حلفائها. كما أن وجود القوات الأميركية داخل سورية سيمكّن واشنطن من إبداء الرأي في مستقبل» هذا البلد. ولفت إلى أن إيران، من خلال الميليشيات التي تعمل بالوكالة وحلفائها الإقليميين، «تؤسس طريق إمدادات برياً يربط طهران ببيروت عبر سورية والعراق»، مشيراً إلى أن ما يسمى «الهلال الشيعي، سيمنح إيران موطئ قدم أعظم في منطقة مضطربة، من خلال حلفائها». وقال:« إذا أخرجت تلك القوات من شرق سورية، فستفقد نقطة التفتيش تلك، وهذا الممر يمكن أن يخلق الكثير من الأشياء في المنطقة». وعن رأيه في مصير الأسد، قال ولي العهد السعودي: «من غير المرجح أن يترك الأسد السلطة (...) بشار باقٍ، ولكن أعتقد بأن من مصلحته ألا يدع الإيرانيين يفعلون ما يريدون». إلى ذلك، رعى ولي العهد في مدينة سياتل الأميركية ليل أول من أمس، حفلة توقيع اتفاق لتأسيس مشروع مشترك من أجل توطين أكثر من 55 في المئة من الصيانة والتصليحات للطائرات الحربية ذات الأجنحة الثابتة والطائرات العمودية في السعودية، إضافة إلى نقل تقنية دمج الأسلحة بتلك الطائرات وتوطين سلسلة الإمداد لقطع الغيار داخل المملكة، تحقيقاً لرؤية 2030 وإعلان توطين 50 في المئة من الإنفاق العسكري بحلول عام 2030. وعقب توقيع الاتفاق بين الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI) وشركة «بوينغ» لصناعة الطائرات، جال الأمير محمد بن سلمان على مرافق الشركة، مستمعاً إلى شرح مفصل عن عملياتها. وكان ولي العهد استعرض في لقاء مع الرئيس المشارك لمؤسسة «بيل ومليندا غيتس» الخيرية بيل غيتس في منزله، أوجه التعاون في عدد من البرامج والمشروعات التنموية المشتركة. إلى ذلك، تستعد فرنسا لاستقبال الأمير محمد بن سلمان، في أول زيارة رسمية له كولي عهد للمملكة مساء الأحد 8 نيسان (ابريل) الجاري. وقالت مصادر في الرئاسة الفرنسية ل«الحياة» إن الرئيس ايمانويل ماكرون يعد استقبالاً خاصاً ومنفرداً في مارسيليا للأمير محمد بن سلمان ليل الأحد - الإثنين، على أن يبدأ البرنامج الرسمي في اليوم الذي يليه في باريس، حيث يلتقي ولي العهد رئيس الحكومة الفرنسي ادوار فيليب ووزراء الخارجية جان ايف لودريان والدفاع فلورانس بارلي، ثم يزور معهد العالم العربي حيث يفتتح المشربيات التي مّولت السعودية جزءاً منها. (راجع ص2) ونفت السعودية أمس، ما تداولته وسائل إعلام عن زيارة مرتقبة لولي العهد إلى العراق. وأشاد مصدر مسؤول سعودي في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية أمس، بالعلاقات بين البلدين الشقيقين والتطورات الإيجابية التي تشهدها أخيراً في كل المجالات.