في وقت كررت روسيا تأكيدها الانتهاء «قريباً»، من إخراج المسلحين من الغوطة الشرقية، أعلنت القوات النظامية السورية جنوبالمدينة «منطقة آمنة»، فيما تواصلت التحضيرات لعملية انتقال الدفعة الأخيرة من وسطها نحو الشمال السوري. وقال مندوب روسيا لدى الأممالمتحدة في جنيف السفير غينادي غاتيلوف، إن الانتهاء من إخراج المسلحين في الغوطة الشرقية «قريب». وأشار في تصريحات أبرزتها وكالة «سبوتنيك» الروسية، إلى أنه «بالفعل يتم إخراجهم من الغوطة، هذه العملية ستتم قريباً»، لافتاً إلى «أهمية خروج المسلحين من الغوطة التي تعتبر نقطة ارتكاز للمسلحين بالقرب من دمشق، وجذبت انتباه المجتمع الدولي من حيث الوضع الإنساني». وزاد: «من المعروف أن مقاتلي جبهة النصرة يتمركزون هناك ويقصفون باستمرار المناطق السكنية في ضواحي دمشق والبعثة الدبلوماسية الروسية». وشدد على انه «يجب حل هذه القضية بالطبع. الآن هناك اتفاق على انسحاب المسلحين، العملية قائمة بالفعل، وهذا يدل على أن هذه المشكلة يمكن حلها في المستقبل القريب جداً». وتزامن مع ذلك إعلان قوات النظام السوري جنوب الغوطة منطقة «آمنة وخالية من الإرهاب». وأفادت الوكالة السورية للأنباء (سانا) بأنه «مع خروج الحافلات العشر الأخيرة التي تقل الإرهابيين وعائلاتهم إلى إدلب من ممر عربين تُعلن بلدات جوبر وعربين وزملكا وعين ترما بالغوطة آمنة وخالية من الإرهاب». واعتبرت ان تلك الخطوة «أساسية في طريق إعلان كامل الغوطة خالية من الإرهاب». ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن مصدر أمني، تأكيده أن القسم الجنوبي من الغوطة «بات خالياً من المسلحين، بعد خروج آخر دفعة منهم امس في اتجاه إدلب»، موضحاً أن «آخر دفعة من مسلحي بلدات جوبر وزملكا وعربين وحزة وعين ترما وحرستا بالقسم الجنوبي من الغوطة خرجت امس عبر معبر عربين باتجاه إدلب، تنفيذاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه منذ أسابيع». وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنه تم «نقل أكثر من 38 ألف مسلح مع عائلاتهم من عربين إلى مناطق خفض التصعيد في إدلب». وأشارت في بيان إلى أن «مركز المصالحة الروسي» قرر «تمديد الهدنة الإنسانية لخروج المسلحين المتبقين من فيلق الرحمن إلى مناطق خفض التصعيد في إدلب». فيما نقلت «سانا» عن مصدر عسكري قوله أن «عدد الأشخاص الذين خرجوا من الغوطة بلغ أكثر من 150 ألف شخص». وكانت بدأت صباح أمس إجراءات إخراج الدفعة الثامنة من المسلحين وعائلاتهم في مدن جوبر وزملكا وعين ترما وعربين إلى إدلب، غداة خروج 129 حافلة على متنها 6276 شخصاً إلى ادلب، من جوبر وزملكا وعربين وعين ترما». ورصد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تجمع نحو 40 حافلة تحمل على متنها أكثر من 1500 من المقاتلين وعوائلهم ومدنيين، في انتظار بدء خروجها نحو شمال سورية. ونقل «المرصد» عن مصادر لم يسمها قولها أن الدفعة الأخيرة «تضم من تبقى من المقاتلين غير الراغبين في البقاء ضمن الاتفاق، ومن بينهم قائد فيلق الرحمن عبد الناصر شمير، على أن تبدأ قوات النظام ووحدات الهندسة التابعة لها دخول بلدات عين ترما وعربين وزملكا بعد خروج هذه الدفعة، فيما تجري تسوية أوضاع المقاتلين الذين فضلوا البقاء بالإضافة لوجود مدنيين ممن فضلوا البقاء في بلداتهم على الخروج نحو الشمال السوري». وقتل الجمعة 5 أشخاص من مهجري الغوطة وأصيب 14 آخرون بجروح، اثر حادث مروري تعرضت له إحدى الحافلات ضمن القافلة الثانية بالقرب من منطقة النهر البارد.