ردّ الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا سريعاً على دعوة الرئيس بيترو بوروشينكو في خطاب تنصيبه في كييف أمس، إياهم إلى إلقاء السلاح، بمطالبته ب «سحب قواته المحتلة». واكتفت موسكو، وسط توقعات غربية «متفائلة» بتحريك مفاوضات بينها وبين كييف بدءاً من اليوم بهدف التوصل إلى وقف للنار، بإعلان تدابير لتعزيز مراقبة الحدود مع أوكرانيا «في ظل تدفّق سكان الشرق هرباً من المعارك». كما طالبت وزارة الخارجية الروسية كييف بإطلاق صحافيَّين اعتقلا قرب سلافيانسك أول من أمس. (راجع ص 8) وقال «رئيس» «جمهورية لوغانسك» المعلنة من جانب واحد فاليري بولوتوف: «لا يمكن إطلاق مفاوضات قبل انسحاب قوات الاحتلال من أرضنا، وإذا كانت كييف تعتبرنا إرهابيين فليس لدينا ما نناقشه معهم». وزاد: «اليوم جرى تنصيب رئيس أوكرانيا، البلد المجاور، وجمهوريتنا لا تقيم علاقات ديبلوماسية مع أوكرانيا». وفي خطاب التنصيب ، توجّه بوروشينكو إلى سكان منطقة دونباس الناطقة باللغة الروسية والخاضعة لسيطرة الانفصاليين قائلاً: «لن نتخلّى عنكم مهما كانت الظروف، بعدما اختبر عدد كبير منكم منافع حكم الإرهابيين». وتابع: «سأزوركم قريباً حاملاً رسالة سلام وضمانة لحرية استخدام اللغة الروسية». وفي موسكو، أمر الرئيس فلاديمير بوتين باتخاذ التدابير الضرورية للحيلولة دون حصول عمليات عبور غير قانونية لمراكز حدودية، بعد يومين على اعتراف كييف بتخلّي قوات حرس الحدود عن ثلاثة معابر في لوغانسك استهدفها الانفصاليون بهجمات. وتؤكد أجهزة الهجرة الروسية أن حوالى 4 آلاف أوكراني من الشرق طلبوا اللجوء في روسيا، وإن مهاجرين يتدفقون إلى مناطق الحدود، في وقت تقول كييف إن مقاتلين آتين من روسيا يجتازون الحدود للانضمام إلى صفوف الانفصاليين، ويصل بعضهم من الشيشان وأنغوتشيا. إلى ذلك، طلبت الخارجية الروسية إطلاق صحافيَّين يعملان في قناة «زفيزدا» التي تبث برامج وطنية اعتقلهما الجيش الأوكراني عند نقطة تفتيش قرب سلافيانسك، وشددت على ضرورة «وقف الأعمال غير الشرعية ضد الصحافيين الروس والأجانب، وضمان تنفيذهم عملهم المهني في ظروف آمنة». وأفاد الجيش الأوكراني بأنه يُشتبه في جمع الصحافيين معلومات عن نقطة التفتيش، مشيراً إلى أنهما يحملان تصاريح صحافية من «جهورية دونيتسك». وفي أيار (مايو) الماضي، أوقف صحافيان روسيان من موقع «لايف نيوز» في المنطقة ذاتها، بتهمة نقل صواريخ مضادة للطائرات في سيارتهما، ثم أفرج عنهما بعد أسبوع إثر تدخّل الرئيس الشيشاني رمضان قديروف. ومنح الكرملين الصحافيين وسامين تقديراً لشجاعتهما. وخلال زيارته بلدة سان برياك سور مير غرب فرنسا غداة احتفالات ذكرى إنزال النورماندي، أبدى وزير الخارجية الأميركي جون كيري ثقته بفرص تحقيق تقدّم لوقف التصعيد في أزمة أوكرانيا، وأمل بإمكان تجنّب فرض عقوبات جديدة على روسيا. وقال كيري: «ننتظر في الأيام المقبلة تنفيذ مبادرات لخفض التوتر وصولاً إلى وقف للنار، أهمها من روسيا، لدفع الانفصاليين إلى إلقاء أسلحتهم ومغادرة المباني التي يحتلونها والمباشرة ببناء أوكرانيا تلبي حاجات شعبها».