أعلنت السلطات الأوكرانية أمس أنها تتقدم في مواجهة المتمردين الانفصاليين في الشرق الذين يخوضون معارك عنيفة مع الجيش بعدما أفادت واشنطن انضمام مقاتلين من الشيشان إليهم، فيما أعلنت موسكو اعتقال أربعة أعضاء في منظمة قومية أوكرانية للاشتباه في أنهم خططوا لهجمات في القرم، وأعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس أنها فقدت الاتصال منذ مساء الخميس مع فريق ثان لها من أربعة اشخاص في لوغانسك بشرق أوكرانيا. وغداة يوم أسود للقوات الأوكرانية التي خسرت مروحية للحرس الوطني أسقطها الانفصاليون الموالون لروسيا ما أدى إلى مقتل 12 عسكريًا، برر وزير الدفاع ميخايلو كوفال الهجوم الذي تشنه القوات الأوكرانية منذ نحو شهرين على شرق البلاد. وقال كوفال في مؤتمر صحافي: «إن قواتنا المسلحة طهرت كليًا جنوب منطقة دونيتسك وجزءًا من غربها وشمال منطقة لوغانسك من الانفصاليين». وأضاف «لن نترك هذا العفن ينتشر في المناطق المجاورة. سنواصل عمليتنا لمكافحة الإرهاب طالما أن الحياة لم تعد إلى طبيعتها في المنطقة وأن الهدوء لم يحل من جديد». إلى ذلك، اعتقل جهاز الأمن الاتحادي الروسي أربعة رجال قال: إنهم أعضاء في منظمة قومية أوكرانية للاشتباه في أنهم خططوا لهجمات قنابل في شبه جزيرة القرم وهو اتهام تنفيه الجماعة. وجاء في بيان أصدره جهاز الأمن الاتحادي أمس أن هؤلاء الأربعة يشتبه في تورطهم في إشعال حريقين عمدًا في أبريل في شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود. وقال البيان: إن المشتبه بهم هم أيضًا ضمن جماعة متهمة بالتآمر لشن هجومين بالقنابل أثناء مراسم إحياء ذكرى الحرب العالمية الثانية في القرم في أوائل مايو رغم أنه لم ينفذ أي من الهجومين وعثر على المواد المتفجرة والأسلحة في منازلهم. وفي كييف قالت الجماعة: إنها تتحرى عما إذا كان لهؤلاء الرجال المعتقلون أي صلة بالجماعة ورفضت المزاعم بأنها متورطة في مثل هذه الهجمات ووصفت ذلك بأنه «أكذوبة سافرة». وقال متحدث باسم المنظمة: إنها «تعمل وفقًا للقانون الأوكراني». ووصف الاتهامات بأنها دعاية واستفزاز من جانب جهاز الأمن الاتحادي الروسي الذي خلف جهاز كيه.جي.بي. خلال الحقبة السوفيتية. وندد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بوصول مقاتلين شيشانيين مؤيدين لروسيا إلى شرق أوكرانيا. وقال في تصريح للتلفزيون الأمريكي العام «بي بي إس»: إن «القوات التي كانت على الحدود تتراجع نحو موسكو وليس إلى كييف». وأضاف بالمقابل «هناك أدلة على أن الروس يجتازون الحدود وإن الطاقم الشيشاني المدرب في روسيا يجتاز الحدود من أجل تأجيج الأشياء والقيام بمعارك». وكانت وسائل إعلام أوكرانية تحدثت عن تواجد جنود شيشانيين في دونتسك، معقل الانفصاليين. من جهته، أعرب البيت الأبيض عن قلقه حيال حصول انفصاليين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا على أسلحة متطورة، وذلك إثر مقتل 12 عسكريًا أوكرانيًا بتحطم مروحيتهم إثر قصفها بصاروخ أطلقه المتمردون الخميس. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني: «نحن قلقون من أعمال العنف المتواصلة في شرق أوكرانيا، حيث تحدثت المعلومات عن إسقاط الانفصاليين مروحية عسكرية أوكرانية». وأضاف خلال لقائه اليومي مع الصحافيين «لا يمكننا أن نؤكد بعد تفاصيل هذه المعلومات، ولكننا قلقون لكون الانفصاليين قد حصلوا على أسلحة متطورة وعلى مساعدة من الخارج»، في تلميح إلى أن موسكو هي التي قدمت هذه الأسلحة للانفصاليين. ولكن روسيا نفت هذه الاتهامات. ونفى الرئيس الشيشاني رمضان قديروف أن يكون أرسل عسكريين بدون أن يستبعد إمكانية أن يكون شيشانيون توجهوا من تلقاء أنفسهم إلى أوكرانيا. ميدانيًا تقع مواجهات بانتظام وهاجم حوالى 300 انفصالي الليلة قبل الماضية وحدة لحرس الحدود تمكنت من صدهم.