غويانا (البرازيل) - أ ف ب - لا يخفى على أحد أن البرازيل هي بلد النجوم بامتياز نظراً إلى تاريخها الرائع من حيث تصدير المواهب التي تركت وما زالت أثرها في الملاعب الأوروبية والعالمية على حد سواء، ونيمار هو من اللاعبين الذين يعدون بالانضمام إلى قافلة كبار منتخب ال «سامبا»، لكنه يتمتع بشيء يميزه عن النجوم السابقين والحاليين في «اوريفيردي»، وهو أنه يملك قاعدة شعبية كبيرة لدى الجنس اللطيف أيضاً! «نيمار، أحبك!»، هذا هو الصوت الذي صدر من مدرجات ملعب غويانا حيث كان يتحضر المنتخب البرازيلي استعداداً للسفر إلى الأرجنتين من أجل خوض غمار «كوبا أميركا». إنها اندريا البالغة من العمر 14 عاماً والتي كانت تسعى، شأنها شأن الكثيرات، إلى لفت انتباه نجم سانتوس البالغ من العمر 19 عاماً. كانت الشعبية التي يتمتع بها نيمار جلية خلال التدريبات التي سبقت المباراة الودية بين «سيليساو» ونظيره الهولندي في الرابع من حزيران (يونيو) الماضي، إذ تردد صدى اسمه في المدرجات التي احتضنت 10 آلاف متفرج، أكثر من أي لاعب آخر في المنتخب، وكان هذا الصدى «ناعماً» لأنه صادر عن الشابات اللواتي هتفن له عند كل لمسة للكرة أو عند أي حركة فنية أو تسديدة. «أحبه كثيراً»، هذا ما قالته اندريا، مضيفة: «إنه لي. لو يوجد أمامي فكنت سأطلب منه أن يتزوجني وأن يمنحني أطفاله». ولم تخفِ أندريا هذه المشاعر على الإطلاق وقد حظيت بمساعدة عدد من رفيقاتها من أجل أن ترفع راية صفراء عبَّرت فيها وبالأحرف الحمراء عن مشاعرها تجاه صاحب تسريحة الشعر الفريدة من نوعها. وفي الجهة المقابلة من المدرجات، ذهبت ريناتا إلى أبعد مما قامت به اندريا، فكتبت: «نيمار أحبك جزيلاً. اتصل بي»، واضعة رقم هاتفها على الراية التي حملتها. ووصلت الأمور بإحدى المشجعات الشابات إلى حد البكاء، طالبة من الصحافيين أن يحثوا نيمار على العودة إلى الملعب بعد دخوله إلى غرف الملابس، فيما عملت والدتها على تهدئتها وهي تحمل في يديها أوراقاً كبيرة كتبت عليها عبارات مثل: «أنت الأفضل. أحبك. حظاً سعيداً...». وفي مشهد آخر، دفعت الغيرة بثلاث فتيات في الحادية عشرة من عمرهن أن يطلبن من والدتهن أن تبتاع لهن وشاحاً كتب عليه نيمار ليضعنه على رؤوسهن عوضاً عن وشاح المنتخب البرازيلي، وذلك بعد رؤية فتاة أخرى وضعت على رأسها اسم نجم سانتوس، ورضخت الوالدة لهذا الطلب ودفعت تسعة ريالات برازيلية (3.9 يورو) لتحقيق رغبتهن. «إنه جميل ويلعب بطريقة جيدة، جيدة جداً»، هذا ما قالته رايزا ولويزا وايزابيلا اللواتي اعترفن بقدومهن إلى التدريبات من أجل نيمار، لكن لسوء حظهن فإن قلب الأخير أصبح محجوزاً لفتاة في السابعة عشرة من عمرها، وهو أعلن أخيراً خطوبته بهذه الفتاة التي ستضع منه طفلاً في الأشهر القليلة المقبلة. لكن هذا الأمر لم يحبط عزيمة إحدى صديقات اندريا، إذ علقت على المسألة قائلة: «لا أكترث. فليأتِ إليَّ وسنرى ما سيحصل!». ولم تنحصر ظاهرة «نيمار مانيا» بالجنس اللطيف وحسب بل وصلت الى الجنس الآخر أيضاً، وتمثل ذلك من خلال تسريحة الشعر التي قام بها عدد من المشجعين الشبان تيمناً بنيمار، وقد كتبت إحدى المجموعات الموجودة في المدرجات «راي - مار»، أي الملك نيمار باللغة البرتغالية، وهي تصرخ باسم هذا اللاعب. واعترف مدرب المنتخب البرازيلي مانو مينيزيس الذي كان أول من استدعى نيمار إلى المنتخب الأول، بشعبية نجوم موسيقى الروك التي يحظى بها اللاعب، وهو قال بهذا الصدد: «كان الجمهور واضحاً بجعله أحد اللاعبين الركائز في الكرة البرازيلية، وليس بإمكان المدرب سوى اختيار الأفضل. نيمار جاهز وسيصبح أفضل مع الوقت». على الصعيد الكروي، أصبح هذا المهاجم النحيف (1.74 م و58 كلغ) محط اهتمام عدد من الأندية الأوروبية الكبرى وعلى رأسها برشلونة بطل إسبانيا وأوروبا، لكن نيمار وضع لنفسه هدفاً مختلفاً في الوقت الحالي على أقله، وهو أن يصبح أفضل لاعب في العالم من دون أن يترك بلاده، وذلك بحسب ما أكد أخيراً رئيس ناديه لويس ألفارو دي أوليفيرا ريبيرو. وقال ريبيرو: «أعتقد أنه سيتلقى عدداً من العروض المغرية، لكني أتحدث كثيراً مع نيمار وهو يركز كي يصبح أفضل لاعب في العالم من خلال احترافة في البرازيل، وبذلك سيكون أول من يحقق هذا الإنجاز». وتألق نيمار مع فريقه سانتوس، وأسهم بقيادته منذ أيام معدودة لإحراز كأس «ليبرتادوريس» على حساب بينارول الأوروغوياني، ونجح في طرق باب المنتخب البرازيلي بقوة، إذ يتوقع أن يكون المهاجم الأساسي مع «سيليساو» في «كوبا أميركا». كما تألق نيمار مع منتخب بلاده تحت 21 عاماً، إذ قاده إلى إحراز كأس أميركا الجنوبية في كانون الثاني (يناير) الماضي، وتوِّج هدافاً للبطولة برصيد 7 أهداف. ويرتبط نيمار، صاحب الرقم 7 مع منتخب البرازيل للشباب، مع سانتوس حتى عام 2015، لكن من الصعب على الأخير أن يحتفظ بخدماته وسط العروض القادمة من إيطاليا وإسبانيا وإنكلترا، علماً بأنه رفض الصيف الماضي عرضاً من تشلسي اللندني قدر ب 35 مليون يورو. ولا يحب نيمار، الذي سجل بدايته مع المنتخب البرازيلي في 10 آب (أغسطس) 2010 وكانت بدايته موفقة لأنه سجل الهدف الأول لمنتخب بلاده أمام الولاياتالمتحدة (2-صفر) في مباراة ودية، مقارنته مع نجوم الكرة المستديرة في البرازيل وخصوصاً مع بيليه، لكنه لا يفند التلميحات ناحية تشبيهه بغارينشا نجم «سيليساو» في السنوات 1950-1960 وأشهر جناح أيمن في تاريخ كرة القدم وأبرع مراوغ عرفته الميادين الخضراء حتى الآن الذي لقب ب «عصفور الجنة».