بغداد، ذي قار - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - قتل جندي أميركي بانفجار عبوة ناسفة استهدفت رتلاً عسكرياً قرب مدينة السماوة (250 كلم جنوب بغداد)، وأصيب رئيس محكمة التحقيق الجنائية المركزية في الموصل بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته، فيما شنت قوات الامن في الناصرية حملة اعتقالات في صفوف البعثيين للاشتباه بعلاقتهم بالتفجير في منطقة البطحاء في المحافظة والذي أسفر عن مقتل واصابة العشرات. واوضح الجيش الأميركي في بيانه ان «جنديا اميركيا قتل بانفجار عبوة ناسفة استهدفت رتلا عسكريا قرب مدينة السماوة»، من دون اعطاء مزيد من التفاصيل. وتعد السماوة كبرى مدن المثنى ثاني اكبر محافظات العراق مساحة، من اهدأ المحافظات، ولم تشهد اعمال عنف مقارنة بالمحافظات الاخرى. وبمقتل هذا الجندي يرتفع عدد قتلى الجيش الأميركي في العراق الى 4313 منذ الغزو الأميركي في آذار (مارس) 2003. وفي الموصل أعلن ضابط رفض الكشف عن اسمه ان «القاضي محمد نجم رئيس محكمة التحقيق الجنائية المركزية في الموصل اصيب بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته في حي الشرطة (شمال) مساء الاثنين». واضاف ان «الانفجار اسفر عن اصابة اثنين من مرافقيه كذلك». وتعد مدينة الموصل (370 كلم شمال بغداد) كبرى مدن محافظة نينوى، آخر معاقل تنظيم «القاعدة»، وتشهد على رغم الاستقرار الامني، اعمال عنف بين فترة واخرى. وفي الفلوجة أعلن العقيد محمود العيساوي قائد شرطة المدينة، ان «قوة من استخبارات الشرطة تمكنت السبت من تحرير الطفل خالد عبدالرزاق الذي خطف من امام منزله في منطقة ابو غريب قبل سبعين يوما» من جانب عصابة يرأسها مجرم اطلق سراحه عندما أخلى الرئيس الراحل صدام حسين السجون قبل الغزو الاميركي للعراق في 2003. واضاف ان «والد الطفل الذي كان قد اتفق مع الخاطفين على تسليمهم فدية في احد المنازل في الفلوجة، ابلغ الشرطة عن المكان، فتمت مداهمته واعتقال الخاطفين الاربعة بينهم رئيس المجموعة وهو احد المجرمين الذين اطلق سراحهم خلال تبيض السجون قبيل الغزو في 2003». ورئيس العصابة الذي يدعى صباح ايرانية حكم عليه بالسجن 18 عاما بتهمة الخطف، قضى منها سبعة اعوام في سجن ابو غريب قبل ان يطلق سراحه في 2003، قبيل اجتياح العراق بقيادة الولاياتالمتحدة، بعدما اصدر صدام حسين عفوا عاما شمل جميع المدانين بجرائم قتل وخطف وغيرهم. وفي الناصرية، مركز محافظة ذي قار (400 كلم جنوب بغداد) شنت القوات الامنية في المدينة حملة اعتقالات طاولت عدداً من المنتمين الى «حزب العودة» الذي يمثل احد اوجه «حزب البعث» المحظور، بتهمة التورط بالتفجير الاخير في منطقة البطحاء في المحافظة. وأعلن رئيس اللجنة الامنية في مجلس المحافظة سجاد شرهان الاسدي إن «هناك معلومات استخبارية تفيد بأن العمل الإجرامي الذي حصل في البطحاء لا يخلو من التنسيق بين البعث والإرهاب أو فلول القاعدة». وكان عشرات من القتلى والجرحى سقطوا قبل ايام في سوق شعبية في بلدة البطحاء قرب الناصرية بانفجار سيارة مفخخة هي الاولى من نوعها في المنطقة منذ 2003. واضاف الاسدي في تصريح الى «الحياة» ان «هناك تحركات للبعثيين في الناصرية»، مرجحا أن «تكون لهم يد في مجزرة البطحاء». واشار الى «إن المعلومات تؤكد وجود نشاط قوي لحزب العودة في مركز محافظة ذي قار». وأكد «اعتقال ما لا يقل عن 5 اشخاص ينتمون الى هذا التنظيم في الناصرية للتحقيق معهم». وبدأت القوات الامنية بوضع خطة امنية جديدة نشر بموجبها العديد من نقاط التفتيش المتحركة والثابتة التابعة للجيش والشرطة مع التركيز على المناطق القريبة من البطحاء. واعتبر قائد شرطة الناصرية اللواء صباح الفتلاوي في اتصال مع «الحياة» ان «الخطة الامنية تمثل اجراءات احترازية لتأمين حياة المواطنين بعد توفر معلومات عن دخول سيارات ملغومة». واضاف ان «العملية اسفرت حتى الآن عن مصادرة أطنان من الأسلحة والصواريخ في منطقة حي الفداء شمال الناصرية»، مشيرا الى وجود «دلائل عن نشاط تقوم به جماعات مسلحة تابعة لحزب البعث». على صعيد آخر، أعلن الرائد عزيز الامارة، وهو قائد قوة للرد السريع في الكوت (150 كلم جنوب شرقي بغداد) مقتل 14 شخصاً، بينهم أطفال، واصابة 30 بتحطم حافلة واشتعال النار فيها بينما كانت في طريقها من البصرة الى بغداد.