أكدت مصادر متطابقة ل «الحياة» أن الموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث طلب من كل الأطراف التي التقاها في صنعاء، ترشيح 20 شخصية لتكون ضمن طاولة حوار سياسي يمني، بهدف تشكيل حكومة وطنية وإنهاء النزاع في البلد. في غضون ذلك، نفذت قوات الجيش اليمني ليل الثلثاء- الأربعاء، عملية واسعة لاستكمال تحرير مديرية «القبيطة» شمال محافظة لحج، للتوجه نحو مدينة تعز بهدف فك الحصار، الذي تفرضه ميليشيات الحوثيين على المحافظة. وقال الموفد الدولي إن جولته الأولى في اليمن «ستشمل إضافة إلى صنعاء، عدن والمكلا (عاصمة محافظة حضرموت)، لإجراء مزيد من المشاورات مع كل الأطراف المعنية بالأزمة اليمنية». وكان غريفيث عقد سلسلة من الاجتماعات مع جماعات تمثل الحوثيين بما فيها حكومتهم برئاسة عبد العزيز بن حبتور، وهيئة رئاسة مجلس الشعب ومنظمات أخرى. وأشارت المصادر إلى أن «الموفد الدولي حاول طمأنة الأطراف التي التقاها إلى حياد مهمته». ولفتت إلى تأكيد غريفيث أن «العالم يعترف بالحكومة اليمنية الشرعية فقط، وهذا ليس مطروحاً للتفاوض أو النقاش». وأضافت أنه «سينتهي السبت المقبل من مشاوراته في صنعاء، ويتوجه إلى عدن، ومن ثم المكلا، وبعد ثلاثة أسابيع سيعود إلى العاصمة لاستكمال مشاوراته والاطلاع على القوائم التي سيقدمها كل طرف عن ممثليه في حوار الحكومة الوطنية». إلى ذلك، أشارت مصادر في صنعاء إلى مشاورات «غير معلنة» بين قيادات بارزة في جماعة الحوثيين والموفد الدولي، في شأن التوصل إلى صيغة تجمع كل الأطراف على طاولة حوار مماثلة لما عقد في الكويت، قبل نحو سنتين. وتوقعت أن يلتقي غريفيث زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي خلال زيارته الحالية أو في جولته المقبلة. ولفتت إلى أن «الموفد الدولي يسعى إلى نيل ثقة إقليمية ودولية للضغط على الحوثيين والحكومة الشرعية من أجل الحوار، واختيار حكومة وطنية تمثل كل الأطراف». لكن مصادر اعتبرت أن «الوقت لا يزال مبكراً لهذه الخطوات، وأن أمام غريفيث طريقاً طويلاً ومعقداً قبل أن تتحقق الخطوة الأولى في هذا الاتجاه». ميدانياً، حررت قوات الجيش مناطق «نجد الوزف»، و «نجد عراضب»، وموقع «السنترال» في «عنفات»، وتمكنت من تطهير «مدرسة الفلاح» التي كانت تستخدمها الميليشيات مقراً لعملياتها القتالية. وأفادت وكالة الأنباء اليمنية بأن المعارك لا تزال مستمرة، وسط تقدم لقوات الجيش نحو «نجد قفل».