غادرت دفعة رابعة من مسلّحي المعارضة السورية وعائلاتهم القطاع الجنوبي من الغوطة الشرقيةلدمشق أمس، فيما وصلت أكبر قافلة مقاتلين ومدنيين كانت خرجت ليل الإثنين- الثلثاء من الغوطة إلى مناطق سيطرة المعارضة في إدلب شمال البلاد، بعد رحلة شاقة استغرقت ساعات طويلة على خطى قوافل سبقتها وأخرى ستليها. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عصر أمس، بأنّ الدفعة الرابعة شملت 30 حافلة تقل 1778 شخصاً، بينهم 426 مسلحاً، من جوبر وزملكا وعربين وعين ترما. وأشارت مواقع محسوبة على النظام السوري إلى أن عدد الحافلات الخارجية يمكن أن يصل إلى المئة خلال ساعات الليل، فيما رجح الناطق باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان أن يصل عدد الأشخاص الذين سيخرجون من المناطق الجنوبية، إلى نحو ثلاثين ألفاً. وإلى جانب عملية الإجلاء، أفرجت الفصائل المعارضة عن معتقلين مدنيين وعسكريين لديها. وأفادت «سانا» أنه جرى ليل الإثنين- الثلثاء «تحرير 28 من المختطفين كانت تحتجزهم المجموعات الإرهابية في بلدة عربين». وكان تم الإفراج عن ثمانية آخرين السبت. كما وأطلقت «حركة أحرار الشام» قبل خروجها من حرستا سراح 13 عسكرياً ومدنياً. وبعد رحلة طويلة استمرت نحو عشر ساعات منذ فجر الثلثاء، وصلت بعد الظهر قافلة من مئة حافلة تقل 6749 شخصاً، ربعهم من المقاتلين، إلى مناطق سيطرة الفصائل في قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي قبل نقلهم لاحقاً إلى إدلب. وكان خرج من مدينة حرستا أكثر من 4500 شخص من مقاتلي «حركة أحرار الشام» وأفراد من عائلتهم ومدنيين آخرين، لتعلنها دمشق مساء الجمعة «خالية» من المسلحين. وتشرف روسيا مباشرة على تنفيذ عملية الإجلاء، إذ ينتشر عناصر من الشرطة العسكرية الروسية عند ممرات الخروج، يسجلون الأسماء، ويشرفون على تفتيش الركاب ويرافقونهم في رحلتهم الطويلة إلى الشمال. وقبل التوصل إلى اتفاقات الإجلاء، تدفق عشرات آلاف المدنيين إلى مناطق سيطرة قوات النظام مع تقدم هذه القوات ميدانياً داخل مناطق سيطرة الفصائل. وقدّرت دمشق عدد الذين غادروا من بلدات ومدن الغوطة منذ نحو أسبوعين ب110 آلاف مدني عبر «الممرات الآمنة» الذي حددها النظام السوري. ونُقل هؤلاء إلى مراكز إيواء برعاية الحكومة يتواجد فيها وفق الأممالمتحدة نحو 55 ألف شخص. وأعرب كثيرون في وقت سابق عن خشيتهم من تعرّضهم للاعتقال أو الاحتجاز للتجنيد الإلزامي بالنسبة إلى الشبان، لكنهم لم يجدوا خيارات أخرى أمامهم مع كثافة القصف والمعارك. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات النظام اعتقلت أكثر من 40 رجلاً وشاباً في بلدات سيطرت عليها أخيراً. وبعد انتهاء عملية الإجلاء من جنوب الغوطة ستصبح دوما، كبرى مدنها، المعقل الأخير للفصائل قرب دمشق، وتحديداً لفصيل «جيش الإسلام». ولا يزال مصير مدينة دوما، المعزولة تماماً، مجهولاً على رغم مفاوضات بين روسيا و «جيش الإسلام»، فيما يشعر السكان بالقلق بانتظار النتائج. وأعلن «جيش الإسلام» في وقت سابق رفضه الإنتقال إلى إدلب ووصف الأمر بأنه «تهجير» يصل إلى حدّ سياسة تغيير سكاني من جانب دمشق.