وصلت بعد ظهر أمس الثلاثاء أكبر قافلة مقاتلين ومدنيين من الغوطة الشرقية قرب دمشق إلى مناطق سيطرة المعارضة في شمال البلاد، بعد رحلة شاقة استغرقت ساعات طويلة على خطى قوافل تهجير سبقتها وأخرى ستليها. وتؤذن عمليات التهجيرالمستمرة من الغوطة الشرقية التي شكلت لسنوات معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، بنهاية فصل دام ومرير في منطقة تعرضت للقصف والحصار لاكثر من خمس سنوات. وتوصلت روسيا تباعا مع فصيلي حركة أحرار الشام في مدينة حرستا ثم فيلق الرحمن في جنوب الغوطة الشرقية، الى اتفاقين تم بموجبهما إجلاء آلاف المقاتلين والمدنيين الى منطقة إدلب (شمال غرب)، في عملية تمهد لاستكمال قوات النظام انتشارها في الغوطة الشرقية بعدما باتت تسيطر على اكثر من تسعين بالمائة منها. وبعدما انتهت عملية حرستا خلال يومي الخميس والجمعة، يستمر منذ السبت إجلاء مقاتلي فصيل فيلق الرحمن من بلدات بينها عربين وزملكا بالاضافة إلى حي جوبر الدمشقي المحاذي. وبعد رحلة طويلة استمرت نحو عشر ساعات منذ فجر الثلاثاء، وصلت بعد الظهر قافلة من مائة حافلة تقل 6749 شخصا، ربعهم من المقاتلين، إلى مناطق سيطرة الفصائل في قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي قبل نقلهم لاحقا إلى إدلب. وارتفع بذلك عدد الأشخاص الذين غادروا البلدات الجنوبية منذ السبت إلى 13165 شخصا. وفي الغوطة، استؤنفت عملية الإجلاء بدخول حافلات إلى مدينة عربين على أن تتوجه تباعا محملة بالمقاتلين المعارضين والمدنيين إلى نقطة تجمع قريبة تنتظر فيها اكتمال القافلة قبل الانطلاق. ورجح المتحدث باسم فيلق الرحمن وائل علوان أن يصل عدد الاشخاص الذين سيخرجون من المناطق الجنوبية، إلى نحو ثلاثين ألفا.