ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ب «إهمال جنائي» سبّب ارتفاع عدد ضحايا الحريق في مركز تجاري في مدينة كيميروفو في سيبيريا، وأسفر عن مقتل 64 شخصاً بينهم 41 طفلاً، معلناً حداداً عاماً اليوم على الضحايا. لكن بوتين الذي تفقد موقع الكارثة، لم يلتقِ آلافاً من المحتجين الغاضبين الذين احتشدوا في الساحة المركزية، مطالبين بتحقيق شفاف، ومتهمين السلطات بإخفاء الحصيلة الرسمية للقتلى، علماً أن مسيرات أخرى جابت مناطق عدة، تضامناً مع الضحايا وإحياءً لذكراهم. ووضع بوتين زهوراً عند نصب تذكاري موقت لضحايا الحريق، ثم زار جرحى في مستشفيات. وقال خلال اجتماع مع وزراء في المنطقة: «ماذا يحدث هنا؟ هذه ليست حرباً ولا انفجاراً لغاز الميثان. جاء الناس للاسترخاء، والأطفال. نتحدث عن السكان وخسارة كثيرين من الناس». وسأل: «لماذا؟ نتيجة إهمال جنائي، واستهتار. كيف يكون حدوث ذلك ممكناً»؟ وكان الحريق، وهو من الأضخم التي شهدتها روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، التهم الأحد الطبقات العليا من مركز «وينتر تشيري» للتسوّق في مدينة كيميروفو، والذي يضمّ مجمعاً لدور السينما ومنطقة ألعاب للأطفال. وكشفت لجنة التحقيق المعنية بدرس الجرائم الكبرى أن نظام الإنذار من الحريق في المركز التجاري معطل منذ 19 الشهر الجاري، كما أن حارس الأمن لم يستخدم جهاز مخاطبة رواد المركز لتنبيه الناس بضرورة إخلاء المكان. وذكر المحققون أن مخارج الطوارئ كانت أيضاً مغلقة، في مخالفة للقانون والسلامة العامة. وأوقفت الشرطة 4 أشخاص، بينهم موظفان من الشركة المسؤولة عن نظام الإنذار. وذكر مسؤولون أن التعرّف إلى جثث كثيرة سيتطلّب إجراء اختبارات الحمض النووي (دي إن إي)، فيما نقلت وكالة «ريا نوفوستي» عن مصدر في هيئات الطوارئ أن الحصيلة الرسمية التي بلغت 64 قتيلاً ليست نهائية. ونشرت وسائل إعلام روسية رسالة نصية من هاتف خليوي لمفقودة تُدعى ماريا موروز (13 سنة) ورد فيها: «نحن نحترق. أحبكم جميعاً. ربما يكون هذا الوداع».