طهران – أ ب، أ ف ب - ندد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، باعتقال أنصار له بتهمة الفساد و «الانحراف»، معتبراً أن توقيف أي وزير «يشكّل خطاً أحمر». واعتقلت أجهزة الأمن عشرات من أنصار نجاد ومدير مكتبه، اسفنديار رحيم مشائي الذي يتهمه الأصوليون بتزعم «تيار منحرف» يستهدف تقويض نظام ولاية الفقيه. واعتبر نجاد ذلك «إجراءً ذا دافع سياسي»، وقال في إشارة الى خصومه: «من الواضح أنهم يريدون ممارسة ضغوط على الحكومة». وأشار الى انه أبلغ رئيس القضاء صادق لاريجاني ب «مشاكل أحاطت بتوقيف» مؤيديه. وقال: «من واجبي الدفاع عن الحكومة التي تُعتبر خطاً أحمر. إذا أرادوا المسّ بالحكومة، سأدافع عنها. لزمت الصمت حتى الآن، وسأواصل القيام بذلك». وأضاف بعد جلسة للحكومة: «أثاروا اخيراً مسائل جديدة، لكن موقفنا هو الصمت. لكن إذا أرادوا الاستمرار واتهام زملائنا في الحكومة بأي ذريعة، سأقوم بواجبي القانوني والوطني والأخلاقي بالدفاع عنهم. إذا وصلنا إلى حد تلحق به أضرار كبرى بالبلاد، سأكون مرغماً على إبلاغ الشعب كلّ شيء، والقيام بواجبي القانوني، لكن آمل في ألا تصل الأمور الى تلك المرحلة». وتطرّق نجاد إلى دعوة مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي القضاء ووسائل الإعلام الى عدم كشف أسماء الموقوفين، قائلاً: «المرشد أكد تكراراً ضرورة حماية حقوق الأفراد، خلال الاجراءات القانونية. آمل في حماية سمعة الافراد، خصوصاً أعضاء الحكومة الذين يعملون على مدار الساعة ولا وقت لديهم للدفاع عن أنفسهم». وفي إشارة الى خطته لدمج وزارات، شدد على أن ثمة «تفاهماً جيداً بين الحكومة ومجلس الشورى (البرلمان) في ما يتعلق بخفض حجم الحكومة». أتى ذلك بعد تأكيد النائب فاطمة عليا، المؤيدة لنجاد، خلال جلسة البرلمان الثلثاء، أن خامنئي استاء من سلوك النواب الأسبوع الماضي، خلال رفض المجلس منح حميد سجادي ثقته لتولي وزارة الرياضة والشباب. ووصفت ما حدث بأنه «مخجل»، مشيرة الى ان خامنئي استدعى رئيس البرلمان علي لاريجاني ونواباً بارزين آخرين، وأبلغهم أن المجلس أهان نجاد، معرباً عن استيائه من رفض سجادي واستدعاء نجاد للمثول امام البرلمان. لكن لاريجاني نقل عن خامنئي قوله ان مساءلة نجاد، وحتى عزله، هو من حق البرلمان. في غضون ذلك، أفاد موقع «ملي مذهبي» الناقط باسم الائتلاف القومي الديني، بأن مبعوثاً لخامنئي التقى أخيراً زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي المحتجزين مع زوجتيهما في إقامة جبرية منذ منتصف شباط (فبراير) الماضي. وأشار الموقع الى ان مبعوث خامنئي حذر من الأخطار التي تواجهها ايران، مشدداً على ضرورة «حفظ النظام السياسي». لكن موسوي بقي صامتاً، ولم يجبْ على ما قاله مبعوث المرشد.