كابول، لندن، باريس - أ ف ب، رويترز، يو بي أي – فتشت الشرطة الافغانية غرفة تلو اخرى أمس، فندق «انتركونتيننتال» في كابول من اجل ضمان امن المبنى بعد ساعات على اقتحام تسعة انتحاريين من حركة «طالبان» مبناه، وقتلهم خلال 5 ساعات من المعارك التي شاركت فيها مروحية تابعة للحلف الاطلسي (ناتو) 12 شخصاً توزعوا على 9 مدنيين وشرطيين وطيار مدني اسباني يعمل في شركة تركية للنقل الجوي، و18 جريحاً بينهم 5 شرطيين. ومهد المهاجمون الذين تسلقوا من خلف تلة يتواجد الفندق على قمتها من دون المرور بنقاط التفتيش والحواجز الموضوعة على الطريق الرئيسة للفندق، لاقتحام المبنى في ساعة متأخرة من مساء اول من امس بسلسلة انفجارات مستخدمين قذائف صاروخية وأسلحة اخرى، ثم شقوا طريقهم الى احدى القاعات مطلقين النار على جميع من صادفوه، قبل ان يستخدموا أجهزة تسجيل لبثّ أغاني حرب خاصة ب «طالبان». ولم يتردد بعض النزلاء في القفز من الطابقين الثاني والثالث للهرب من الفندق الذي يخضع لحراسة مشددة ويتردد عليه غربيون وشخصيات مهمة، وبينهم حكام اقاليم كانوا سيحضرون مؤتمراً تقرر امس لبحث نقل المسؤولية المدنية والعسكرية من القوات الأجنبية الى الأفغان. وشاركت مروحية ل «الناتو» في القضاء على المسلحين، فيما ساعد مدربوه في الإشراف على رد الشرطة الافغانية على الهجوم، ما ادى الى اصابة جنديين نيوزيلنديين بجروح طفيفة. وأفادت تقارير غير مؤكدة بأن احد الجريحين النيوزيلنديين كان من القناصة على متن مروحية «الناتو». وهاجم مسلحو الحركة العام الماضي فندقاً وبيتاً للضيافة ومتجراً كبيراً في كابول الهادئة نسبياً مقارنة بباقي البلاد، فيما يهدف توقيت الهجوم الجديد الى اظهار احتفاظ «طالبان» بقدرتها على توجيه ضربات وفق رغبتها، على رغم المكاسب الميدانية التي حققتها قوات الحلف الاطلسي خلال الشهور ال 18 الماضية. وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما اعلن الاسبوع الماضي قرار سحب 33 ألفاً من جنود بلاده بحلول صيف 2012، تمهيداًَ لتنفيذ انسحاب كامل للقوات الأجنبية من افغانستان بحلول 2014، وذلك على رغم استمرار الشكوك في شأن قدرة قوات الأمن الافغانية على قتال المسلحين. وفي لندن، دان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الهجوم على فندق «انتركونتيننتال»، واعتبر أن هذه الأعمال الارهابية تظهر ازدراءً لحياة البشر، وتقوّض ثقة الشعب في التقدم الذي تحقق في افغانستان». وزاد: «يجب ألا نسمح بالتعاون مع الشعب الافغاني بحصول حوادث مماثلة تزعزع تصميمنا المشترك لبناء افغانستان أكثر أمناً وأماناً». على صعيد آخر، اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الإفراج عن الصحافيين الفرنسيين ستيفان تابونييه وإرفيه غسكيير اللذين خطفا في افغانستان في 30 كانون الاول (ديسمبر) 2009. وفي رسالة بثتها مجموعة «فرانس تلفزيون» العامة التي يعمل الرهينتان لحسابها، اوضح ساركوزي ان مرافقيهما الافغان قد افرج عنهم ايضاً.