تواصلت ردود الفعل المنددة بتصريحات رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي عن احتمال انفصال السُنّة أو تشكيلهم إقليماً مستقلاً. وفي حين أكدت «القائمة العراقية» أنها «ستقف بحزم ضد أية محاولة لتمزيق البلاد»، اعلن «ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي أن 52 نائباً من كتل مختلفة قدموا طلباً لمساءلة النجيفي. وأكدت «القائمة العراقية» التي ينتمي إليها رئيس البرلمان أنها «تقف بحزم ضد أية محاولة لتمزيق العراق على أسس طائفية بغيضة». وقالت الناطقة باسم «العراقية» ميسون الدملوجي في بيان إن «تهميش المواطنين لا يقتصر على محافظة دون سواها، وسوء الخدمات والبطالة والفقر تطاول الجميع بلا تمييز. والمستفيدون الوحيدون من ثروات العراق وخيراته هم حفنة لا تمثل مذهباً أو طائفة». واعتبرت أن «محاولات تقسيم العراق ليست جديدة، والشعب العراقي تصدى لها دوماً بشجاعة»، مشيرة إلى أن «أهالي البصرة قدموا مثلاً في الوطنية والغيرة على وحدة العراق حين رفضوا مثل هذه المحاولات البائسة». وشددت على أن «أبناء العراق في المحافظات الأخرى ليسوا أقل حرصاً على سلامة العراق ووحدته من أبناء البصرة النجباء، والجميع يدرك حجم المؤامرات التي تحاك لبلدنا العزيز، ويعرف المستفيد من إضعاف العراق وتمزيقه». وشددت على أن «تحقيق الشراكة الوطنية والمصالحة الحقيقية والالتزام بالمشروع الوطني الذي تمثله القائمة العراقية وتتمسك بمبادئه، هو السبيل السليم للنهوض بواقع الإنسان العراقي في كل المحافظات بعيداً من الانتماءات المذهبية أو العرقية، وهو الضمان الأكيد لوحدة العراق وتقدمه وازدهاره». إلى ذلك، أعلن النائب عبدالرحمن اللويزي أمس في مؤتمر صحافي انسحابه من كتلة «عراقيون» التي يترأسها النجيفي «احتجاجاً على تصريحاته التي أشار فيها الى إمكان انفصال السُنة وتشكيلهم اقليماً مستقلاً بسبب الاقصاء والتهميش الذي يتعرضون له». ولفت إلى أنه سيبقى نائباً مستقلاً ضمن «القائمة العراقية» التي تنضوي تحتها كتلة «عراقيون». إلى ذلك، أشارت كتلة «التحالف الكردستاني» أمس إلى أنها بصدد مناقشة تصريحات النجيفي الأخيرة لاتخاذ موقف في شأنها. وقال الناطق باسم التحالف مؤيد طيب إن «الأكراد كانوا وما زالوا يؤيدون تشكيل الأقاليم الأخرى، لكن الموقف كان يقابل بالانتقاد من بعض الأطراف ومنهم القائمة العراقية على اعتبار أن الأقاليم هي محاولة لتقسيم العراق». وأوضح أن أعضاء قائمته «سيعقدون اجتماعاً لمناقشة الكثير من الملفات بينها تصريحات رئيس مجلس النواب في شأن الأقاليم»، لافتاً إلى أن «تصريحات النجيفي هي مواقف جديدة لم تكن معروفة سابقاً». وتابع أن «الأكراد سيطلبون تفاصيل أكثر عن تصريح النجيفي»، مشيراً إلى أن «بعض التصريحات يصدر من المسؤولين وفي اليوم التالي يتم نفيها، لذلك لن نتسرع في الحكم وسنستوضح أكثر ونطلع على ما كان يقصده النجيفي في تصريحه». وكان النجيفي قال في تصريحات من واشنطن إن «هناك إحباطاً سُنّياً في العراق، وإذا لم يعالج سريعاً، فقد يفكر السنة بالانفصال أو على الأقل تأسيس إقليم». وأضاف أن «سُنّة العراق يشعرون بالتهميش وبأنهم مواطنون من الدرجة الثانية». ونددت «حركة الوفاق الوطني» المنضوية تحت «القائمة العراقية» في كركوك بتصريحات النجيفي. وقال المسؤول في الحركة مازن ابو كلل ل «الحياة» إن «الوفاق الوطني تعتبر العودة إلى الخطاب الطائفي استهانة كبيرة بأصوات الملايين الذين صوتوا لمصلحة المشروع الوطني للقائمة العراقية». ورأى أن «الحديث عن التهميش والظلم لمكون واحد دون آخر هو حديث غير دقيق لأن العراقيين بمختلف أطيافهم عانوا من الظلم والتهميش والقتل وفقدان الأمن بسبب المشاريع الطائفية المقيتة من مختلف الاجندات المشبوهة».