أعرب الأكراد عن رفضهم تصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي الذي قال إن تأسيس أقاليم جديدة سيؤدي إلى تقسيم البلاد واندلاع حرب أهلية، فيما حذر أكاديمي من إبقاء المجال مفتوحاً أمام تشكيل الأقاليم. وقال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في بيان أمس «استغربت هذا التصريح لأن هذه المطالب قانونية، وهي حق دستوري، ولا يشكل أي خطر بل يعزز وحدة الصف العراقي». ولفت إلى أن «عدم الالتزام بالدستور هو سبب المخاطر وليست إقامة الأقاليم». وكان المالكي قال إن «هناك محاولات لتشكيل أقاليم أخرى، ما يسبب الانقسامات واندلاع حرب داخلية ويهدد وحدة العراق». وأضاف أن الدستور «ربما تضمن تشكيل أقاليم، ولكن بأصولها وضوابطها وثوابتها، على أن لا يتضمن فكرة الانفصال وإشاعة أجواء تقسيم العراق». وجاءت هذه التصرحيات رداً على رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي حذر فيها من أن هناك «إحباطاً سنياً» في العراق، وإذا لم يعالج سريعاً فقد يفكر السنة «بتشكيل إقليم خاص بهم». وقال نجيب عبد الله، رئيس كتلة الاتحاد الاسلامي المعارضة في تصريح إلى «الحياة» إن الكتلة «تتفق مع ما ذهب إليه بارزاني كونه دستورياً، صحيح أن التصريحات التي أطلقها النجيفي أثارت مخاوف لدى بعض الأطراف من تقسيم العراق، ولكننا في الإقليم نؤكد أن هذا الموضوع هو حق دستوري ومشروع»، مبيناً أن الدستور «يشير إلى أن العراق الجديد سيبنى على نظام لا مركزي والصلاحيات تعطى للمحافظات غير المنتظمة في إقليم والأقاليم التي تنشأ»، وتابع «نحن نرى أن ضمان وحدة العراق يكمن في التزام بنود الدستور». وقال الاستاذ في جامعة السليمانية يوسف صادق في تصريح إلى «الحياة» إن «هناك ضرورة لوجود نسبة من الأقاليم في الدول الفيديرالية وهذا نراه في دساتير الدول الاتحادية، فلا يمكن أن يكون الباب مفتوحاً لتشكيل الاقاليم». وأوضح أن «النظام الاتحادي مبني على ركيزتين، الأولى مشاركة الاقاليم في صنع القرار، والثانية الاستقلال الذاتي في نطاق حدود الاقليم». وزاد أن «وجود إقليم واحد ضمن الدولة العراقية حالة غير سليمة، إذ يجب أن يكون هناك إقليمان على أقل تقدير، ولكن ضمن حدود وشروط معينة، من دون أن يكون الباب مفتوحاً». واعتبر المحلل السياسي كفاح محمود في تصريح إلى «الحياة» أن تصريحات المالكي «تندرج في إطار الصراع على السلطة بين ائتلافي دولة القانون والعراقية، وقد ضخمت تصريحات النجيفي الذي كان يقصد أن السنة مهمشون، والنجيفي يعلم أن الدستور لا يشير إلى إنشاء إقليم على خلفية دينية أو مذهبية أو عرقية، وربما جاءت تصريحات المالكي في هذا الإطار».