أكد مصدر عسكري في ليبيا أن الغارة التي نفذتها القوات الأميركية على مدينة أوباري (جنوب غرب) وأسفرت عن مقتل ثلاثة إرهابيين جرت بالتنسيق مع كل الأطراف المعنية بهدف مكافحة الإرهاب. وكشف المصدر العسكري الذي رفض ذكر أسمه لدواعِ أمنية، أن أفراداً ذوي بشرة بيضاء وملتحين، يُرجح أنهم نجوا من الغارة، قطعوا رؤوس القتلى الثلاثة «لإخفاء كونهم قادة بارزين في تنظيم القاعدة». وأشار المصدر الى أن حي شارب الفرسان شرق أوباري الذي استهدفته الغارة يشهد وجود أعداد كبيرة من المهاجرين الأفارقة، وطالب بمراقبة الأوضاع في الجنوب والبحث عن مخرج لأزمة مدينة سبها ووقف الاقتتال الدائر فيها. إلى ذلك، صرّح محمد السلاك، الناطق باسم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، أن «الغارة على أوباري نفِذت بعد تنسيق بين حكومة الوفاق والولاياتالمتحدة، وتندرج ضمن تعاونهما الإستراتيجي في مكافحة الإرهاب.» وأعلن السلاك أن الضربة الجوية استهدف اجتماعاً عقده قادة ارهابيون في أحد المنازل، علماً ان القيادة الأميركية في أفريقيا (افريكوم) اعلنت ان تقويمها للعملية «لا يشير الى سقوط مدنيين». وأورد بيانها «نلتزم مواصلة الضغط على شبكة الإرهاب ومنع الإرهابيين من إنشاء ملاذ آمن»، من دون ان تقدم تفاصيل عن هوية المستهدفين. وأفاد سكان في أوباري بأن المنزل المستهدف كان يتردد عليه أجانب، فيما أظهرت صور نشرتها وسائل إعلام ليبية جثة ملقاة على الأرض بلا بعض الأطراف وبلا رأس، اضافة إلى سيارة تحطمت نوافذها وانتشرت عشرات الثقوب في أحد جوانبها. وخلال السنوات الماضي، نفذت القوات الأميركية غارات ضد مسلحين في ليبيا، كما شنت حملة جوية على تنظيم «داعش» في مدينة سرت عام 2016، حين كانت قوات محلية تقاتل لطرد متشددي التنظيم من المدينة. وأعلنت الولاياتالمتحدة العام الماضي انها قتلت عشرات المشبوهين في ضربات جوية في مناطق صحراوية بمدينة سرت، في محاولة لمنع المسلحين من إعادة تنظيم صفوفهم. لكن هجومها على اوباري يُعد الأول التي تعترف الولاياتالمتحدة بتنفيذه في الجنوب، علماً ان أوباري تبعد نحو 700 كيلومتر من جنوب العاصمة طرابلس، على الطريق المؤدي الى حدود ليبيا مع الجزائر. وطالما حذر مسؤولون ليبيون وغربيون من خطر المتشددين المرتبطين ب «داعش» وتنظيم «القاعدة» الذين يستخدمون جنوب ليبيا قاعدة لهم. على صعيد آخر، وصلت وحدات من القوات الخاصة والصاعقة التابعة لجيش المشير خليفة حفتر في بنغازي الى قاعدة براك الشاطئ الجوية للمشاركة في فرض الأمن في جنوب ليبيا، بعد ايام على اصدار حفتر قرار أطلاق عملية «فرض القانون» في المناطق الجنوبية من أجل وقف الاقتتال وإعادة فرض الأمن. مساعدات ألمانية رصدت الحكومة الألمانية مبلغ 9.8 مليون يورو لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونسيف» من اجل منح مساعدات للأطفال المستضعفين والأسر التي تحتاج إلى مساعدات إنسانية خلال السنوات الأربع المقبلة في ليبيا. وأكد ممثل منظمة «يونيسف» في ليبيا، عبد الرحمن غندور، أن الأطفال في هذا البلد هم أكثر المتضررين من النزاعات التي اثرت في برامج التعليم الخاصة بهم، وفي مستوى أنظمة حمايتهم. وأكد غندور أن المساعدات الألمانية لمنظمة «يونسيف» ستساهم بفاعلية في تقديم مُساعدات للأطفال في مختلف المناطق. اما سفير ألمانيا لدى ليبيا، كريستيان بوك، فقال إن «التعاون مع منظمة يونسيف يهدف الى رفع مستوى الخدمات الأساسية التي تُقدم للأطفال داخل ليبيا، خصوصاً اولئك النازحين والمُهجرين الذين يحتاجون في شكل كبير إلى خدمات خاصة».