أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أمس، أن قاذفتين استراتيجيتين من طراز «بي 2» (الشبح) نفذتا ضربات جوية استهدفت معسكرات لتنظيم «داعش» جنوب غربي مدينة سرت الليبية، وذلك في آخر عملية من نوعها في عهد الرئيس باراك أوباما الذي أعطى أوامره بشن الضربات ليل الأربعاء – الخميس، بعد التنسيق مع حكومة الوفاق الوطني في طرابلس. وقال الناطق باسم «بنتاغون» بيتر كوك إن من بين الإرهابيين المستهدفين في الضربات، مسلحين فروا من سرت لإعادة تنظيم صفوفهم في الصحراء إثر طردهم من المدينة، نتيجة عملية عسكرية شنتها قوات موالية لحكومة الوفاق تحت غطاء جوي للطائرات الأميركية. وبدأت العمليات الأميركية ضد التنظيم الإرهابي في ليبيا منذ آب (أغسطس) الماضي، وشن معظمها بطائرات من دون طيار (درونز) أو بمقاتلات تقليدية انطلقت من قواعدها في بريطانيا. لكن استخدام المقاتلتين «الشبح» في الغارات، استهدف إلى جانب استئصال الإرهابيين، توجيه «رسائل» إلى روسيا والصين، نظراً إلى تقنيات متطورة استخدمت في العملية بمواكبة السفينتين الحربيتين الأميركيتين «دونالد كوك» و «بورتر»، اللتين أبحرتا في «المتوسط»، وبالاستعانة بطائرات بلا طيار حلقت من قواعد لها في تونس المجاورة. ونقلت تقارير أميركية عن مصادر «بنتاغون»، أن المقاتلتين «بي 2» انطلقتا من قاعدتهما في ميسوري وتزودتا وقوداً في الجو، ونفذتا المهمة وعادتا إلى قاعدتهما من دون الهبوط في أي مكان. وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع استخدام «نحو مئة من الذخائر» (قنابل أو صواريخ) في الضربات. وأضاف أن من أهداف الضربات أيضاً، توجيه رسالة مفادها أن واشنطن «ما زالت مستعدة لدعم الجهود الليبية لمواجهة التهديدات الإرهابية، وإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش في ليبيا»، على رغم التغيير في الرئاسة الأميركية ورحيل أوباما وتولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب المنصب. ولاحظت مصادر تحدثت إلى شبكتي «فوكس نيوز» و «أي بي سي»، أن العملية تزامنت مع استعداد حاملة الطائرات الروسية «الأميرال كوزنتسوف» لمغادرة المنطقة، بعد رسوها قبالة الشواطئ الليبية، حيث زارها قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر لتوقيع اتفاق تعاون لمكافحة الإرهاب، في بادرة دعم للسلطات في شرق ليبيا المنافسة لحكومة الوفاق الوطني في الغرب والتي تشكلت برعاية الأممالمتحدة. وأعلن وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر أن أكثر من 80 مقاتلاً من «داعش» قتلوا في الضربات الأميركية، بمن فيهم إرهابيون ضالعون في التخطيط لهجمات في أوروبا. وقال كارتر في آخر يوم له في وزارة الدفاع: «إنهم بالتأكيد أشخاص كانوا يدبرون عمليات في أوروبا، ويحتمل أنهم كانوا على علاقة ببعض الهجمات التي وقعت في أوروبا». تزامنت الضربات الجوية الأميركية مع اشتباكات خاضتها قوات حفتر مع متشددين تابعين لتنظيم «أنصار الشريعة» المتحالف مع «القاعدة» في بنغازي أمس. واستخدم سلاح الجو التابع لقوات حفتر طائراته للإغارة على مواقع المتشددين في حي قنفودة الذي يحتفظون بالسيطرة عليه، إضافة إلى حي الصابري وسوق السمك وسط المدينة.