وقّع محافظ الطائف سعد الميموني أخيراً، مع فاعل خير، اتفاقاً لترميم مسجدي الكوع والمدهون التاريخيين، وذلك ضمن برنامج «إحياء المساجد التاريخية»، الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية، إذ تقوم «الهيئة» بإيجاد متبرعين لترميم وتأهيل المساجد التاريخية، والإشراف على ترميمها، ثم تسليمها لدى الشؤون الإسلامية لفتحها للمصلين أوقات الصلوات المفروضة، منعاً للممارسات الدينية الخاطئة من بعض زوار مثل هذه المواقع. ويقع مسجد الكوع داخل بساتين المثناة، وهي منطقة المساجد الأثرية، والمكان الذي قدم إليه الرسول صلى الله عليه وسلم عند وصوله الأول إلى الطائف، ويشير المؤرخون إلى أن المسجد مُقام على بقعة وقف فيها الرسول صلى الله عليه وسلم عند قدومه الأول. والمسجد عبارة عن شكل مربع يبلغ طوله حوالى 8 أمتار وعرضه 7 أمتار وارتفاعه 3 أمتار، وفي نهايته فناء مكشوف يبلغ طوله 7 أمتار، ويتكون المسجد من بائكتين يتوسطهما جدار به باب معقود، كما يوجد محراب صغير ويحيط بالمسجد سور صغير يتألف من 4 مداميك. وفي عمق الطائف وبين حي «المثناه» و«شهار» الشهير، وعلى ناصية شارع يشق الطائف باتجاه الغرب، يقف مسجد المدهون، أو كما يعرف «القنطرة» شاهدا على حقبة زمنية تاريخية مضت، بطابعه المعماري التاريخي، إذ يعد المسجد من الآثار الإسلامية التي برهنت على سمو العمارة وفن البناء والتشييد في الحقبة العثمانية، بحيث عرفت الطائف الإبداع المعماري من قديم الحضارات، واشتهرت ببناء المساجد ذات الطابع العمراني التاريخي، والمسجد غاية في الجمال في شكله وبنيانه، وله منارة جميلة جدا ملوية اسطوانية متدرجة تلتف لفات عظيمة، تنحف تدريجياً حتى تصل إلى قمتها، وهي دائرية بكامل ارتفاعها. مسجد القنطرة من المساجد القائمة، وهو نموذج من نحو 20 مسجدا أثريا وتاريخيا عرفتها الطائف، إلى جانب أنها تشكل في مجموعها ثراء آثاريا في غاية الأهمية بالنسبة للطائف، المدينة التي ارتبطت بمكة المكرمة وبالسيرة النبوية العطرة وبالأحداث المهمة في التاريخ الاسلامي على مدى 14 قرناً. حضر توقيع الاتفاق المدير العام لفرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالطائف الدكتور علي آل زايد، والمدير العام للأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة الطائف عبدالعزيز المدرع.