احتمال تعيين وزيرة المال الفرنسية كريستين لاغارد على رأس صندوق النقد الدولي هو خبر جيد للعالم العربي وللدول النامية وأيضاً لنساء العالم اللواتي ينجحن في الحياة المهنية. فلاغارد محامية ناجحة من مواليد 1956 تولت إدارة مكتب كبير للمحاماة في شيكاغو لمدة خمس سنوات وجالت العالم من خلال عملها. ثم تولت في عهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وزارة التجارة الخارجية حيث برعت فيها في حكومة دومينيك دو فيلبان، ومن واكبها في عملها وفي جولاتها إلى الشرق الأوسط يرى أن شخصيتها مزيج من الجدية وفهم القضايا الصعبة المعقدة وبراعة في محاولة حلها وحرارة وود ومرح على الصعيد الإنساني. فلاغارد الرياضية كانت بطلة سباحة سابقاً وفي عملها السابق كوزيرة للتجارة الخارجية كانت تجد دائماً الوقت والمكان في الصباح الباكر لممارسة السباحة لمدة ساعة أينما كانت قبل بداية عملها. إلا أنها توقفت عن ممارسة تمرينها اليومي للسباحة في عملها الصعب والكثير في وزارة المال، حيث ساهمت بشكل كبير في تجنيب فرنسا أزمة مماثلة لما حدث في بعض الدول الأوروبية نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية. وعلى الصعيد العربي لها صداقات عديدة في السعودية ودولة الإمارات والكويت ولبنان ومصر. فهي تدرك قضايا العالم العربي ومصاعب الدول التي تشهد الثورات العربية. واختيارها لإدارة صندوق نقد عالمي يتعامل مع إصلاحات الدول النامية والفقيرة والدول العربية التي تشهد انتفاضات شعبية من اجل إصلاحات سياسية واقتصادية هو اختيار موفق جداً. وحسناًَ فعل الرئيس الفرنسي ساركوزي في دعمها لهذا المنصب خلفاً للفرنسي السابق دومينيك ستراوس كان الذي ترك منصبه بسبب اتهامه بفضيحة جنسية، اضافة إلى أن ستراوس كان وزوجته آن سانكلير هما من اكثر المتعاطفين مع الدولة العبرية، ونقل عنهما انهما يسألان كل صباح كيف يمكنهما مساعدة إسرائيل. ولا شك في ان تولي لاغارد المسؤولية الجديدة في واشنطن يساهم أيضاً في تقدم نساء ذات كفاءة في المراكز العالمية. فالعديد من هذه المركز كان تقليدياً للرجال. وتعيين لاغارد على رأس صندوق النقد الدولي قد يفتح الطريق يوماً ما أمام اختيار سيدة مثلاً على رأس الأممالمتحدة أو أي مؤسسة عالمية أخرى. ولا يمكن إلا تمني كل النجاح لهذه الوزيرة القادرة التي إذا نجحت في مهمتها سيكون لها مستقبل سياسي واعد في فرنسا لتولي أعلى المناصب. ولاغارد أم لولدين وكانت السيدة الأولى التي تولت وزارة المال في فرنسا وهي ستكون أيضاً السيدة الأولى في منصبها الجديد إذا اختارها مجلس إدارة صندوق النقد الدولي.