تنصّب أوكرانيا اليوم السبت بيترو بوروشنكو، العائد من مراسم إحياء الذكرى السبعين لإنزال النورماندي في فرنسا، رئيسا بعدما عزز موقعه ببداية حوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من اجل إيجاد مخرج لأزمة لا سابق لها منذ انتهاء الحرب الباردة. واتفق بوروشنكو وبوتين على إطلاق المفاوضات اعتبارا من غدٍ الأحد في كييف، في سابقة منذ بدء التصعيد في الأشهر الاخير. وقال مصدر فرنسي إن هذه المفاوضات تهدف الى التوصل الى وقف لإطلاق النار، بينما تبسط حركة التمرد يوما بعد يوم سيطرتها على الشرق الصناعي في البلاد. وقال بوروشنكو مساء الجمعة إن "الحوار بدأ وهذا الأمر جيد". وكان بوروشنكو وعد بعد انتخابه رئيسا بأن هذه الجمهورية السوفياتية السابقة لن تصبح الصومال التي تشهد حربا أهلية منذ أكثر من عشرين عاما. وسيؤدي رجل الأعمال الثري الموالي للغرب اليمين في البرلمان، بعدما فاز من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية التي جرت في 25 أيار (مايو) بنسبة 54,7 في المائة من الأصوات. ويستعرض بعدها القيادة العسكرية في ساحة القديسة صوفيا في وسط كييف بحضور عدد كبير من الضيوف الأجانب، بينهم نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي وعدد من رؤساء دول او حكومات أوروبا الشرقية. ويتولى بوروشنكو الذي جمع ثروته من إنتاج الشوكولاته، الرئاسة خلفا لفيكتور يانوكوفيتش الذي أُقصي عن السلطة في نهاية شباط (فبراير) بعد حمام دم في ساحة الاستقلال او الميدان في كييف، نتج من حركة احتجاج موالية لأوروبا استمرّت أكثر من 3 ثلاثة أشهر، وفرّ إلى روسيا. وقال بوروشنكو إنه سيبقي على ارسيني ياتسينيوك الذي كان عضوا في حزب رئيسة الحكومة السابقة يوليا يوتشنكو التي حصلت على 12,8 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، رئيسا للوزراء. كما سيبقي رئيس البرلمان الحالي اولكسندر تورتشينوف الذي تولى الرئاسة بالنيابة، في منصبه. وتواجه بوروشونكو مهمة صعبة تتمثل بتحقيق التطلعات الأوروبية وإخراج البلاد من انكماش شبه متواصل منذ سنتين وتفاقم بسبب الأزمة الحالية ويبقى التحدّي الرئيسي أمامه إعادة لمّ شمل بلد يعيش وضعاً قريباً من حربٍ أهلية.