لم يفقد الفنان عمر حرفوش حنينه إلى طرابلس اللبنانية، على رغم عيشه في فرنسا ودراسته في موسكو وعمله في أوكرانيا، فهو يحمل المدينة في وجدانه وموسيقاه وكليباته ويجوب بها مسارح العالم، وكأنه سفير يروج للمدينة وقلعتها وازقتها في أصقاع الارض. وكانت محطة حرفوش الأخيرة متحف اللوفر في أبو ظبي، حيث عزف مع فرقته معزوفة «الخيال العربي» وألحانا شرقية من تأليفه بنكهة كلاسيكية، مع خلفية لخيل يجوب شوارع طرابلس وقلعتها وازقتها القديمة التي تحمل عبق التاريخ وجمال الحاضر. قال ل «الحياة»: «على رغم أنني أحمل الجنسية الفرنسية ودرست الموسيقى الكلاسيكية في موسكو، واعمل في عالم الأزياء، لم أنس يوما هويتي العربية ومدينتي طرابلس، ولم أجرب أن أدعي أنني فرنسي أو أوكراني، وإنما أسعى دوماً إلى أن أبرز الأصول والمدينة التي أنا منها في كل أعمالي قدر الإمكان». لم تكن تلك المرة الأولى التي يقف فيها حرفوش على خشبة المسرح، فلاسم الموسيقي اللبناني صدى في العالم، ولا سيما في فرنسا، حيث يقيم مع عائلته الصغيرة ويتلقّى الدعم من زوجته عارضة الأزياء الأوكرانية يوليا لوبوفا. ويروج حرفوش لطرابلس بواسطة أهم الفنون واسرعها للوصول إلى العالمية وتشجيع السياحة فيها، من خلال كليبات تبرز قلعتها وجزرها وبحرها وشمسها وأزقتها. وقال: «أنا أحمل أصولي العربية في الفن والأزياء، وانفض الغبار عن مقطوعات تراثية وألحان من الزمن الجميل، إضافة إلى معزوفات من الحاني». ويلفت رجل الأعمال والفنان اللبناني إلى أنه عمل مستشاراً لعدد من السياسيين في فرنسا، آخرهم زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبن التي قال عنها إنها «ليست عنصرية، ولكن من صوتوا لها خلال حملتها الانتخابية كانوا من الجماعات المعروفة بالعنصرية. لو كانت عنصرية لما اختارتني مستشاراً، وهي تعرف أن أصولي عربية».