منعت قيادة العمليات في بغداد حركة الدراجات الهوائية والنارية اعتباراً من امس وحتى إشعار آخر، ضمن سلسلة إجراءات مشددة لحماية عشرات الآلاف من الزوار المتوجهين سيراً على الاقدام من مدن مختلفة الى الكاظمية لإحياء ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم. لكن ذلك لم يحل دون وقوع بعض الهجمات التي أسفرت عن مقتل وجرح عراقيين كانوا في طريقم للمشاركة في المناسبة. ووسعت قيادة العمليات نطاق انتشار العناصر الأمنية على شكل اطواق محكمة تنطلق من اطراف بغداد (اللطيفية والاسكندرية والدورة) جنوباً والتاجي وابو غريب غرباً، والطارمية والراشدية ،شمالا، ويمتد الطوق الرابع من محيط منطقة الاعظمية ذات الغالبية السنية وصولا إلى مرقد االكاظم. واكد مسؤول احدى الفرق العسكرية في الرصافة ل «الحياة» انه «تم تشديد الإجراءات الأمنية باستخدام اجهزة كشف المتفجرات الى جانب الغطاء الجوي، فضلا عن الاستعانة بألف مفتشة من النساء المدربات». واضاف «تم تأمين غالبية مواكب العزاء من خلال توزيع عناصر الأمن على طوال الطرق التي تتمركز فيها تلك المواكب لمنع الارهابيين من تنفيذ جرائمهم. وتم كشف وإفشال عدد من العبوات التي وضعت في أماكن متفرقة من الطرق التي يسلكها الزوار»، وزاد ان «الأطواق الأمنية لم تقتصر على جهة دون اخرى حيث ضمت قوات امنية وعسكرية واستخبارية الى جانب مشاركة قوى وزارة الأمن الوطني». وغصت شوارع بغداد مساء امس بعشرات الآلاف من الزوار الزاحفين سيراً باتجاه الكاظمية (شمال بغداد) لإحياء ذكرى وفاة الامام السابع لدى الشيعة موسى الكاظم نجل الامام جعفر الصادق. وعلى رغم تلك الإجراءات تعرض الزوار لسلسلة هجمات اسفرت عن مقتل اكثر من ستة اشخاص واصابة 25 آخرين. الى ذلك، اعلنت الشرطة ان قنابل انفجرت في خمسة منازل بينها ثلاثة لرجال شرطة في الاطراف الغربية من بغداد امس، اسفرت عن مقتل ثلاثة واصابة ستة. واضافت الشرطة ان تلك الهجمات شنت قبل الفجر في ابو غريب واستهدفت سائق سيارة اسعاف بالاضافة الى رجال الشرطة حيث زرعت قنابل داخل منازلهم وحولها. وقال ضابط في منطقة ابو غريب ل «رويترز» إن «هذا العمل الارهابي يحمل بصمات القاعدة. انهم يحاولون في شكل يائس ان يبعثوا برسالة مفادها انهم مازالوا موجودين». في سياق متصل، اعلن الجيش الاميركي في بيان تسلمت «الحياة» نسخة منه ان القوات الجوية العراقية والاميركية قامت بجولة استطلاعية على الحدود العراقية الإيرانية. واضاف البيان ان طائرات الاستطلاع العراقية CH 2000 قامت باوّل مهمة مشتركة مع مروحيات أباتشي AH-64 منطلقة من قاعدة البصرة الجوية. وزاد أنّ «المهمة كانت بمثابة تدريب لتعويد المشاركين فيها على هذا النوع من المهمات وهي أيضا لإثبات التطبيقات النظرية التي تعلمها المشاركون «. من جهة أخرى، اعلن السفير الايراني في العراق حسن كاظمي قمي أن الحكومة العراقية ستطلق 12 سجيناً ايرانيً خلال الايام المقبلة. ونقلت وكالة «فارس» عن قمي توقعه أن «يعود هؤلاء السجناء الى ايران عبر حدود مدينة مهران». و أكد أن المعتقلين دخلوا الاراضي العراقية بصورة غير قانونية وهم الآن في سجن الناصرية، حيث شملهم العفو الذي اصدره رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد الجهود التي بذلتها السفارة الايرانية في بغداد. وكان قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال رايموند اوديرنو قال في مؤتمر صحافي اول من امس ان «ايران مازالت تمول ميليشيات لضرب القوات الاميركية وابرزها «كتائب حزب الله» و»عصائب اهل الحق» واضاف ان «استمرار الدعم الايراني يهدف الى خلق نفوذ سياسي لها داخل العراق من خلال ابقائه في حالة فوضى امنية» لكنه قال ان «هذا الدعم انخفض عن مستوياته في السابق».