أوقف الجيش السوري القصف على مدينة دوما، آخر معقل للمعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، بعد منتصف الليل في حين استعد مسلحون معارضون لمغادرة ما تبقى من المنطقة التي كانت خاضعة لسيطرتهم، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (السبت). وغادر آلاف المسلحين وأسرهم حرستا المجاورة بالحافلات أمس، بعد اتفاق مع الحكومة لتسليم المدينة. ووافق مسلحو المعارضة في بلدات أخرى صغيرة قريبة على المغادرة بشروط مشابهة. وأفرجت المعارضة اليوم عن بعض جنود الجيش، وأشخاص آخرين كانت تحتجزهم في إطار نفس الاتفاق. وأظهرت لقطات نقلها التلفزيون خروجهم من حرستا في حافلة صغيرة. واصطفت الحافلات عند نقطة عبور قبل أن تدخل إلى الغوطة، وسارت على طريق كان في السابق يمتد عبر خطوط قتال بعد تطهيره من الحواجز والحطام والذخائر التي لم تنفجر. ومن المقرر أن تنقل الحافلات آلافا آخرين من المسلحين والمدنيين خارج المنطقة. وقالت وسائل إعلام رسمية إن «الجيش يتقدم في البلدات التي انسحب منها مسلحو المعارضة استعدادا لخروجهم»، ما يعني أن دوما فقط هي المتبقية تحت سيطرة مسلحي المعارضة في الغوطة الشرقية. وأفاد مسلحون في المعارضة ووسائل إعلام رسمية بأن حوالى سبعة آلاف مسلح وأسرهم ومدنيين آخرين لا يريدون البقاء تحت حكم الأسد، سيغادرون بلدات زملكا، وعربين، وجوبر، اعتبارا من اليوم. وسيتوجه المغادرون إلى محافظة إدلب في الشمال الغربي، وهي مقصد الكثير من عمليات الإجلاء. وتشهد إدلب اضطرابات، بسبب اقتتال بين جماعات في المعارضة المسلحة. وقتل سبعة أشخاص على الأقل وأصيب 25 اليوم، في انفجار بمقر جماعة كانت مرتبطة بتنظيم «القاعدة». وذكرت وسائل إعلام رسمية أن مسلحي المعارضة المغادرين من بلدات الغوطة الشرقية سيطلقون أيضا سراح الأسرى من المقاتلين الموالين للقوات الحكومية. وقال المرصد إن هناك مفاوضات مع جماعة «جيش الإسلام» التي تسيطر على دوما لإطلاق سراح أسرى. وقال مسلحون في المعارضة أمس إن روسيا ستضمن عدم تعرض المدنيين الباقين في المناطق التي استعادها الجيش السوري للملاحقة القانونية. لكن جماعات معنية بحقوق الإنسان قالت إن بعض الرجال ربما أجبروا على التجنيد بعد فرارهم من القتال. وأظهرت لقطات صورتها كاميرا للجيش الروسي في معبر الوافدين قرب دوما مجموعات صغيرة من المدنيين تواصل الفرار اليوم، نحو مناطق تسيطر عليها الحكومة خوفا من تنفيذ الجيش مزيدا من عمليات القصف. وحمل الفارون أطفالهم وأكياسا تضم متعلقاتهم. وأعلن الجيش الروسي اليوم، أن أكثر من 105 آلاف شخص غادروا الغوطة الشرقية، بينهم أكثر من 700 اليوم.