أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن جيش النظام أوقف قصفه لدوما، آخر معقل للمعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، بعد منتصف الليل وذلك فيما يستعد مقاتلون معارضون لمغادرة ما تبقى من المنطقة التي كانت خاضعة لسيطرتهم. وغادر آلاف المقاتلين وأسرهم حرستا المجاورة بالحافلات الجمعة بعد اتفاق مع الحكومة لتسليم المدينة. ووافق مقاتلو المعارضة في بلدات أخرى صغيرة قريبة على المغادرة تحت ظروف مشابهة. ودخلت قوات النظام أمس، مدينة حرستا، لتوسع بهذا سيطرتها في الجيب المعارض سابقاً. وبث التلفزيون الرسمي لقطات من نقطة عبور قائلاً إن استعدادات بدأت لخروج مقاتلي المعارضة وأسرهم إلى محافظة إدلب شمال غرب سورية. ويعني ذلك أن دوما فقط هي المتبقية تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في الغوطة التي كانت المعقل الرئيسي للمعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق. وخرج أكثر من 105 آلاف مدني من الغوطة عبر «الممرات الآمنة» التي حددها جيش النظام مع تقدمه ميدانياً داخل المنطقة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا». وقالت الأممالمتحدة قبل شهر إن ما يقارب 400 ألف شخص يعيشون في الغوطة الشرقية، أي أنهم الآن لا يتجاوزن 300 ألف. ويشهد هجوم جيش النظام لاستعادة السيطرة على المنطقة أحد أعنف عمليات القصف الجوي والمدفعي في الحرب التي دخلت عامها الثامن، ويقول المرصد السوري إن الحملة العسكرية هناك أسفرت عن مقتل أكثر من 1600 شخص. واتهم سكان وجماعات معنية بحقوق الإنسان النظام باستخدام أسلحة تقتل دون تمييز، وهي براميل متفجرة تسقطها طائرات هليكوبتر وتفتقر للدقة في إصابة أهدافها، إلى جانب استخدام غاز الكلور ومواد حارقة تتسبب في نشوب حرائق شديدة. وبخروج الفصائل المعارضة من الغوطة الشرقية، تكون قد تعرضت لضربة موجعة مع خسارتها أحد آخر أبرز معاقلها قرب دمشق، الذي كانت قد تمكنت من الحفاظ عليه منذ 2012. وسيتوجه المغادرون إلى محافظة إدلب في الشمال الغربي، وهي مقصد الكثير من عمليات «الإجلاء» بعدما أجبر الحصار والهجمات البرية العديد من جيوب المعارضة على الاستسلام في العامين الماضيين. لكن المغادرة لن تعني نهاية معاناتهم من الحرب فقد كثف جيش النظام وروسيا من الغارات الجوية على إدلب على مدى الأسبوع المنصرم مما أسفر عن مقتل العشرات. كما تشهد إدلب اضطرابات بسبب اقتتال بين جماعات في المعارضة المسلحة. وقتل سبعة أشخاص على الأقل وأصيب 25 أمس في انفجار بمقر جماعة كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي. وفيما يتعلق بمنطقة عفرين السورية، أفاد قصر الإليزيه أمس أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصل هاتفياً بنظيره التركي رجب طيب إردوغان وعبر له عن «قلقه» إزاء الهجوم الذي تشنه تركيا في عفرين، مشدداً على ضرورة إفساح المجال كاملاً أمام إدخال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، وإعطاء الأولوية المطلقة لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي الأمر الذي يعتبر رهاناً أمنياً وطنياً لفرنسا. وأعلن الجيش التركي، أمس، سيطرة قوات «غصن الزيتون» على كامل قرى وبلدات منطقة عفرين، مشيراً إلى اتخاذ تدابير احترازية من أجل ضمان عودة آمنة للمدنيين إلى منازلهم. Your browser does not support the video tag.